السؤال
أنا طالب، ولدينا مادة فيها أخطاء في العقيدة، وهذه الأخطاء قليلة قد تكون في المادة كلها خطآن أو ثلاثة والمعلمون يحاضروننا من هذه الأخطاء ويبينون لنا الصحيح، ولكن هذه الأخطاء قد تأتي على هيئة أسئلة في الاختبارات، وقد قال لنا بعض المعلمين الصالحين أجب عن هذا السؤال وأنسب الإجابة إلى صحاب الكتاب، مثال على ذلك: (س: وجاء ربك والملك صفا صفا [سورة الفجر] كيف كان مجيء الله عز وجل؟ فنقول: (ج: قال صاحب كتاب [كذا وكذا] كان المقصود هو مجيء أمر الله والملائكة فقط، وليس مجيء الله عز وجل، فالسؤال هو: ما هو حكم ذلك مع تبيين الصحيح؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم –وفقنا الله وإياك للخير- أن الذي عليه السلف الصالح من هذه الأمة هو أنهم يثبتون لله سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه، من غير تشبيه له، ولا تمثيل، ولا تكييف، ولا تعطيل، ويثبتون له ما أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتهون عند ذلك الحد، فيمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره، ويكلون علمه إلى الله، فيثبتون ما أنزله الله عز اسمه في كتابه، من ذكر المجيء والإتيان المذكورين في قوله عز وجل: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملآئكة {البقرة:210}، وقوله عز اسمه: وجاء ربك والملك صفا صفا {الفجر:22}.
والواجب على المؤمن أن يؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيف، فلو شاء الله سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل، فانتهينا إلى ما أحكمه، وكففنا عن الذي يتشابه إذ كنا قد أمرنا به في قوله عز وجل: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب {آل عمران:7}، فالصواب –أيها الأخ الكريم- أن تبتعدوا عن مثل هذه الكتب، فإن فيها خطرا كبيرا على دين المرء.
والله أعلم.