الترهيب من إتيان المشعوذين والترغيب في التوبة من ذلك

0 314

السؤال

أنا فتاة في الثلاثين من عمري متزوجة والحمد لله، سؤالي هو: عندما كنت في سن المراهقة كنت على علاقة حب مع شاب ووعدني بالزواج، كثرت المشاكل بيننا بسبب معرفتي أن هذا الشاب وعد الكثير من البنات نفس الوعد وكان كثير السكر، ولكن للأسف من شدة حبي له استعنت بقارئة فنجان أن تعمل لي شيئا يجعله يتعلق بي أكثر، ويقطع علاقته بكل الأخريات، حتى بعد الاستعانة الخاطئة بقي الشيء على ما هو عليه، ولم يتغير شيء، فقطعت علاقتي به، وبعد مرور عدة سنوات، تقدم لي شاب مصل يعرف ربه وتزوجنا وذهبنا سويا إلى الحج، وتبت إلى ربي في الحج.
أنا لا أخالط أي نوع من أنواع الشعوذة، واليوم بعد مرور أربع سنين من زواجي ذكرت تلك الحادثة، فكلمت قارئة الفنجان مرة أخرى لأسألها هل أنا عملت عملا للشاب الذي كنت على علاقة معه، لأني نسيت، فقالت لي نعم، فترجيتها لتفتح هذا الشيء أو العمل، وفي الحقيقة أنا لا أدري بالضبط ما هو، فوافقت المرأة على ذلك.
السؤال: ماذا أفعل لأكفر عن هذا الذنب الذي ارتكبته في لحظة ضعف وطيش شباب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله أنك حججت وتبت مما كنت قد اقترفته من الذنوب بعدما تزوجت من ذلك الشاب الذي قلت إنه يصلي ويعرف ربه، فإنك في الحقيقة قد ارتكبت أخطاء كبيرة بما كنت عليه من العلاقة المحرمة، وبما استعنت به من الذهاب إلى قارئة الفنجان... فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد وابن ماجه وغيرهما. وقال صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما. رواه مسلم.

وروى أحمد في مسنده وأبو داود من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. وقد فسر ابن مسعود رضي الله عنه التولة بأنها شيء تصنعه النساء يتحببن به إلى أزواجهن. رواه ابن حبان في صحيحه.

وإذا كانت التولة شركا، وهي ما تصنعه النساء يتحببن به إلى أزواجهن، فماذا سيكون حكمها إذا صنعته الفتاة لتحبب إليها شابا أجنبيا وصفته بأنه كثير السكر.

ثم ما قلته من أنك ترجيت قارئة الفنجان لتفتح هذا الشيء، إذا كنت تعنين به أنك طلبت منها فك السحر عمن سحرته، فإن ذلك يكون خطأ آخر، لأن السحر لا يجوز حله بالسحر، بل كان من واجبك أن تسعي لحله بالقرآن الكريم والأدعية النبوية ونحو ذلك، ويمكنك أن تراجعي في ذلك الفتوى: 10981.

ثم إذا فعلت كل ما تقدرين عليه، فنرجو أن لا يكون عليك إثم بعد ذلك، ونسأل الله عز وجل أن يتقبل توبتك ويهديك ويصلح حالك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة