السؤال
لقد أحدثت فتنة بين صديقاتي وكنت أنا السبب في ذلك، وما يتعبني هو حكمهم بأنني إنسانة منافقة، فما الذي أفعله هل أبتعد أم أطلب التسامح وأنسى حكمهم، فأفيدوني بارك الله فيكم؟
لقد أحدثت فتنة بين صديقاتي وكنت أنا السبب في ذلك، وما يتعبني هو حكمهم بأنني إنسانة منافقة، فما الذي أفعله هل أبتعد أم أطلب التسامح وأنسى حكمهم، فأفيدوني بارك الله فيكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، ولا شك أن الأصدقاء والأقارب والجيران... حقوقهم أعظم والإحسان في حقهم آكد، والتسبب في أذية المسلمين وفي الفتنة والتفريق بينهم معصية كبيرة وذنب عظيم تجب المبادرة بالتوبة منه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: شرار عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب. أخرجه أحمد في المسند، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون، وإن أبغضكم إلى الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الإخوان الملتمسون للبرآء العثرات. أخرجه ابن أبي الدنيا وهو ضعيف، قال الألباني: فلعل الحديث بهذا الشاهد يصير حسنا.
ولذلك فالواجب عليك هو المبادرة بالتوبة النصوح إلى الله تعالى والاعتذار لصديقاتك وطلب السماح منهن لما تسببت فيه من الأذى لهن وإحداث الفتنة بينهن، والتوبة النصوح تجب ما قبلها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه والطبراني والبيهقي وغيرههم، قال الشيخ الألباني: حسن. وعلى صديقاتك أن يقبلن معذرتك، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 36984، والفتوى رقم: 48026.
والله أعلم.