السؤال
ما صحة روايته تحكي أنه عندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب إلى الشام ضمن قافلة تجارية حيث قابله الراهب بحيرى التي أخرجها الترمذي في سننه (4/496) وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (1/53) والحاكم في "المستدرك" (12 / 615 - 616) وهناك أيضا رواية أخرى تذكر مقابلة بحيرا للنبي عليه الصلاة والسلام وهو في الثامنة عشرة مع أبي بكر رضي الله عنه, أرجو الإفادة؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالخبر الذي تسأل عنه قد أخرجه الترمذي وابن أبي شيبة في مصنفه، والحاكم في المستدرك وغيرهم، وصححه الألباني وكثير من أهل الحديث، ولفظه هو عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال: "خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبط فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت، قال: فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين. يبعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدا. ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به فكان هو في رعية الإبل فقال: أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه.
قال: فبينما هو قائم عليها وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه، فالتفت فإذا بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا إلى هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس، وإنا قد أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك هذا، فقال: هل خلفكم أحد هو خير منكم؟ قالوا: إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا. قال: أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا. قال: فبايعوه وأقاموا معه، قال: أنشدكم بالله أيكم وليه؟ قالوا: أبو طالب، فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت". قال الترمذي: حسن غريب، قال الشيخ الألباني: صحيح لكن ذكر بلال فيه منكر. وأما الرواية التي كان معه فيها أبو بكر رضي الله عنه فقد وردت في بعض كتب السيرة وكتب التفسير، ولم نجد من أهل العلم من صححها.
والله أعلم.