السؤال
رجاء أجيبوني قرأت في إحدى المواقع النصرانية قصة جمع القرآن والآيات التي وجدت بعد جمعه عند خزيمة الأنصاري, ألا يعطي هذا شعورا للمسلم أن احتمالية أن تكون هناك آيات أخرى لم يشملها مصحف زيد بن ثابت موجودة عذرا لكن على الشخص التفكير والتدبر بكل شيء حوله ثم لم أمر عثمان بحرق جميع المصاحف وتعميم مصحف زيد بن ثابت مع العلم بأن عبد الله بن مسعود وهو الذي كان على علم كبير بالدين ثم إن المشايخ يقولون إن الاختلاف في القراءة فقط وليس في المصاحف نفسها التي مازالت موجودة, إذن لم تحرق المصاحف إذا لم يكن الاختلاف فيما كتب بها من آيات، أنا أعلم أن القرآن محفوظ من التحريف، لكن كيف نعلم أن ما جمع منه كاملا ويشمل جميع الآيات التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم, والرجاء أن توضحوا لي معنى الآيات المنسوخة فقد قرأت بأحد المواقع اليهودية والنصرانية مقارنة بين الآيات المنسوخة ولم أعلم معناها فإن تكرمتم التوضيح, وسؤالي هو: هل أأثم إن دخلت هذه المواقع وقرأت ما يكتبوه عن الإسلام والقرآن على الرغم من أني أجد في هذه المواقع أحيانا أشياء مقنعة إن تم التفكير بها, ولم لم يتم جمع القرآن في عهد النبي كي نضمن كماله, وقد جمع بعد فترة طويلة من وفاة الرسول.
الرجاء الإجابه على جميع الأسئلة لأني أشعر بالضياع؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاطلاع على مثل هذه المواقع لا يجوز إلا لمن كان قد حصن نفسه بالعلم الشرعي، ويأمن من أن تنطلي عليه شبهات أهل الضلال، وعلى المسلم أن يصرف من وقته في الاشتغال بحفظ القرآن وتدبره وبمطالعة كتب السنة وشروحها ومؤلفات علماء السنة، فلا أضر على عقيدة المسلم من أن يحمله الفضول على إيراد شبه الكفار على قلبه.
وأما القرآن فقد تعهد الله تعالى بحفظه ولم يكله للبشر، ووعد الله تعالى حق لا يخلف، فقد قال تعالى: إن وعد الله حق {يونس:55}، وقال تعالى: وعد الله لا يخلف الله وعده {الروم:6}، وقال تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون {الحجر:9}، وهذا الحفظ يشمل الحفظ من الزيادة والنقص والتحريف، وقد أخذ القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم جمع كبير من الصحابة يبلغ عددهم حد التواتر، وتناقله الناس خلفا عن سلف حتى الآن، وأما الآية التي وجدت عند خزيمة فالمراد أنها لم توجد مكتوبة إلا عنده، وأما حفظها فقد كانت محفوظة في صدور كثير من الصحابة رضوان الله عليهم ومنهم زيد بن ثابت رضي الله عنه، وأما اختيار زيد بن ثابت وعدم اختيار ابن مسعود رضي الله عنهما فليس فيه ما يشكل.. فإن زيدا كان بالمدينة وابن مسعود كان في الكوفة، مع أنه لا غرابة في تكليف شخص وهناك من هو أعلم منه، ويضاف إلى هذا أن زيدا كان قد كلف بالجمع الأول في عهد أبي بكر، وكان ممن يكتب الوحي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد حضر عرض الرسول القرآن على جبريل في العرضة الأخيرة التي أثبت فيها كل ما لم ينسخ.
وأما الآيات المنسوخة فأرسل لنا ما يشكل عليك منها لنوضحه لك، وأما إحراق عثمان للمصاحف الأخرى وجمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده فراجع فيه وفي المزيد عما تقدم الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20030، 32404، 64502، 41672، 75466، 19694، 57231، 46796، 6484، 17828، 42440، 15858، 50460، 14742، 20706، 69514.
والله أعلم.