الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة كتابة: (يَا وَيْلَتَى) في المصحف

السؤال

حكم كتابة: (يَا وَيْلَتَى) بإزالة الألف أو الياء المقصورة، ووضع الألف الصغيرة فقط بعد حرف التاء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كلمة: {يَا وَيْلَتَى} ترسم وتضبط بالياء بعد التاء مع ألف قصيرة؛ لأن ألفها منقلبة عن ياء المتكلم، فأصلُها: "يا ويلتِي" بكسر التاء، قال العلامة الخراز في دليل الحيران شرح مورد الظمآن في علوم القرآن أثناء الكلام عما يرسم بالياء:

وإن على الياء قلبتَ ألفا ... فارسمه ياءً وسطا أو طرفا

نحو هُدايهم وهَوايهُ وفتى ... هُدَى عَمَى يا أسفى يا حسرتى

أمركَ -أيها المخاطب- مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأنك إذا قلبتَ ألفًا عن ياء، أي: إذا صرفت كلمة فيها ألف، فانقلبت الألف في تصريفها عن الياء، فإنك ترسم الألف ياء؛ تنبيهًا على أصله، وعلى جواز أمالته، وسواء كان الألف في وسط الكلمة أم في طرفها.

فالأسماء السبعة: {هَدَاهُمْ}, و{هَوَاهُ} و{فَتىً} و{هُدىً} و{عَمًى} و{يَا أَسَفَى} و{يَا حَسْرَتَى}، إلا أن الألف في الأولين متوسطة؛ لاتصالها بضمير متصل، وفي الباقي متطرفة.

وفي الخمسة الأولى منقلبة عن ياء هي لام الكلمة، كما يظهر ذلك بالتثنية، وغيرها من التصاريف، وفي الأخيرينِ منقلبة عن ياء المتكلم؛ إذ أصلهما: {يَا أَسَفِى}، و{يَا حَسْرَتِى} بكسر ما قبل الياء، ثم خففا بالفتح، فانقلبت الياء ألفًا، كما هي إحدى اللغات في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم، ومثلهما: {يَا وَيْلَتَى}. اهـ.

أما كتابة "يا ويلتى" بألف قصيرة بعد التاء مع إسقاط الياء الأخيرة, فهو مخالف لرسم المصحف وضبطه، وهو مخالف كذلك للرسم القياسي.

ولمعرفة ما إذا كان يجب اتباع رسم المصحف بناءً على أنه توقيفي، أم لا يجب اتباعه؟ راجعي الفتوى: 146011.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني