قصة عمر مع نصر بن حجاج هل هي صحيحة

0 443

السؤال

يشيع على ألسنة الوعاظ والعامة قصة لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع رجل يقال له نصر بن حجاج، والقصة تقول: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمـع وهـو يـعـس بليـل امـرأة تقول:
هل من سبيل إلى الخمر فأشربها ..... أو هل من سبيل إلى نصر بن الحجاج.
فلما أصبح سأل عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإذا هو من بني سليم، فأرسل إليه فأتاه فــإذا هـو مـن أحـسن الناس شعرا وأحسنهم وجها، فأمر عمر أن يحلق شعره، ففعل، فخرجت جبهته فازداد حسنا. ثم سمعها عمر بعد ذلك تقول:
حلـقوا رأســه ليــكـسـب قــبـحا**** غيرة مـــنـهــــم عـليـه وشـحـا كان صـبـحـا عـليه لـيـل بـهـيـم**** فمحـوا لـيلـه وأبـقــوه صـبـحـا
فنفاه عمر رضي الله عنه إلى البصرة وأقسم أنه لا يدخل المدينة أبدا ما دام هو فيها، ورغم شيوع القصة على ألسنة العوام، ولكنني قرأت في أحد المواقع (الغير موثقة) أن القصة باطلة لم يصح لها سند متصل، وفي موقع آخر بطلانها لعلل في متنها، وآخر يؤكد صحتها بل ويبني عليها أحكاما فقهية، لذا أرجو من فضيلتكم التكرم بتوضيح مدى صحة القصة, وإن كان بها علل في سندها ومتنها؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه القصة صحيحة مشهورة , ولا زال العلماء يذكرونها محتجين بها مثبتين لها ، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية كما في كتاب الاستقامة ومجموع الفتاوى والإمام ابن القيم في الطرق الحكمية وبدائع الفوائد ، ومن المتأخرين الألوسي في روح المعاني حيث قال : كما صح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غرب نصر بن حجاج إلى البصرة بسبب أنه لجماله افتتن بعض النساء به ، ومنهم الشنقيطي في أضواء البيان حيث ذكر طرفا مما ذكرته المرأة التي شببت بنصر بن حجاج ، والقصة صحح إسنادها الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة ، ولم نطلع على أحد من العلماء ضعفها ، ولهذا فالقصة صحيحة .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة