مسائل في الصلاة بعد الوتر وقبل الفجر

0 241

السؤال

خالي كان يصلي صلاة المسافر ثم ينطلق في سفره، لكنهم أعلموه بأن الصلاة بعد الوتر وقبل الفجر لا تجوز، فأصبح ينطلق في سفره وعندما يحين وقت الفجر يصلي الفجر ثم صلاة المسافر، أسئلتي هي: هل ما أصبح يقوم به خالي صحيح، أي هل تجوز صلاة المسافر بعد الانطلاق في السفر، وما هي الأدعية والسور المستحب قراءتها قبل السفر، هل صحيح أنه لا تجوز الصلاة بعد الوتر وبين الفجر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يتضح لنا المقصود حقيقة من قول السائل إن خاله كان يصلي صلاة المسافر ثم ينطلق في سفره، فإن كان مقصوده أنه يصلي صلاة المسافر أي يقصر الصلاة ثم يسافر بعد ذلك فهذا لا يجوز لأن قصر الصلاة لا يجوز قبل الشروع في السفر، كما بيناه في الفتوى رقم: 49201، وانظر الفتوى رقم: 1359 في بيان كيفية القصر والجمع في السفر.

وإن كان مقصود السائل أن خاله يصلي ركعتين خاصتين بالسفر قبل البدء بالسفر فلا نعلم دليلا على مشروعية ركعتين خاصتين بالسفر، اللهم إلا ركعتي الاستخارة، وأما ما هي الأدعية والسور المستحب قراءتها في السفر فانظر لذلك الفتوى رقم: 22685، في بيان دعاء السفر المسنون، وليس هناك سورة خاصة بالسفر فيما نعلم.

وأما عن الصلاة بعد الوتر وقبل الفجر فلا حرج في التنفل بعد الوتر لمن طرأت له نية التنفل بعد أن أوتر على الصحيح من أقوال أهل العلم، ولكن لا يعيد الوتر ثانية، قال النووي رحمه الله تعالى في المجموع: إذا أوتر ثم أراد أن يصلي نافلة أو غيرها في الليل جاز بلا كراهة، ولا يعيد الوتر. انتهى. وانظر الفتوى رقم: 15338، ولكن لا ينبغي أن يتخذ ذلك عادة بحيث يوتر المصلي ثم يتنفل بعد ذلك لأنه خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الوتر، جاء في تحفة المحتاج: ويستحب أن لا يتعمد صلاة بعده، وأما حديث مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين بعد الوتر جالسا ففعله لبيان الجواز، والذي واظب عليه وأمر به جعل آخر صلاة الليل وترا. انتهى.

واستثنى بعض الفقهاء من استحباب ترك التنفل بعد الوتر المسافر، لما رواه ابن حبان في صحيحه مرفوعا: إن هذا السفر جهد وثقل، فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين، فإن استيقظ وإلا كانتا له. انتهى. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة