السؤال
شاع في الآونة الأخيرة ما يسمونه بالطرفة النحوية، وهذا جزء منها، (تسعين أم سبعين)، حكى مصطفى صادق الرافعي في كتاب (تحت راية القرآن) أن عالما من علماء المدينة قصد الأرياف والقرى للوعظ والإرشاد، فلما جن عليه الليل لم يجد غير إمام جامع القرية لينام عنده، وبينما كانا في بعض الحديث قال شيخ القرية: عندي مسائل كنت أود أن ألقى بها العلماء، وقد أتى بك الله إلينا، قال العالم: هات، قال الشيخ: لقد غمضت علي مواضع في القرآن الكريم، منها قوله تعالى إياك نعبد وإياك تسعين أم سبعين، فأنا أقرؤها تسعين أخذا بالاحتياط.. فما موقف الإسلام مما هو مكتوب أمامكم؟ جزاكم الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا النوع من القصص يدخل فيما يسمى بالتنكيت بالقرآن، وهو منهي عنه إذا اشتمل على ما ينافي تعظيم القرآن الكريم، وأما إذا لم يتناف مع تعظيم القرآن، فلا نرى أن يكون فيه من حرج لما ثبت منه في السنة المطهرة، فقد روى الترمذي في باب مزاح النبي صلى الله عليه وسلم من كتابه (الشمائل): عن الحسن قال: أتت عجوز النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ادع الله لي أن يدخلني الجنة، فقال: يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز. قال: فولت العجوز تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخله وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: إنا أنشأناهن إنشاء* فجعلناهن أبكارا* عربا أترابا.
وروى الترمذي عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا، قال: إني لا أقول إلا حقا. تداعبنا يعني تمازحنا. وهذا الحديث قد صححه الشيخ الألباني وغيره.
وعليه، فلا نرى حرجا في نقل هذا النوع من النكات إذا التزم صاحبها بضوابط ذلك، ويمكنك أن تراجع في تلك الضوابط الفتوى: 64995.
والله أعلم.