السؤال
لقد صاحبت صديقة لي مدة 15 سنة و الحمد لله مازلنا على هذا الحال ونحب بعضنا ولكن في السنة الماضية أمرها أبوها أن لا تصاحبني ولا آتي لمنزلهم بحجة أنني رفضت أن أسدي له خدمة ليست باستطاعتي، وأبى حتى أن يرد علي السلام، فما حكم منع البنت من مصادقة صديقتها بعد هذا كله، رغم أني لم يصدر مني عمل مسيء؟ وشكرا.. وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يتعين إنهاء الهجران بينك وصديقتك إذا كان سببه معاملات دنيوية؛ لأن التقاطع والتدابر بين المسلمين في غير حق شرعي حرام، ولا يجوز للوالد حمل بنته عليه، وعليك أن تواصلي التسليم عليها وعيادتها إذا مرضت، والإحسان إليها وترضيتها بكل الوسائل، والاعتذار إليها بأن ما طلبه الوالد لم يكن بالاستطاعة الاستجابة له، وأن تطلبي منها إقناع والدها وتنبيهه على خطر التهاجر بين المسلمين، فإذا واصلت قطيعتك وهجرانك بعد كل ذلك فقد خرجت أنت من القطيعة وباءت هي بالإثم، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث فلقيه فليسلم عليه، فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه، فقد باء بالإثم. رواه أبو داود في السنن، وزاد أحمد: وخرج المسلم من الهجرة. ومما ورد في التنفير من الهجر فوق ثلاث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. رواه البخاري. ومنه ما رواه الإمام مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا، إلا امرأ بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا. ومن ذلك أيضا ما رواه الإمام أحمد عن أبي خراش رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه. وقد روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. ورغبيها فيما ذكر في الشرع في أهمية الصلح، فقد قال الله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما {النساء:114}، وقال تعالى: والصلح خير {النساء:128}، واحرصي على الإحسان إليها، فقد قال الله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34}.
والله أعلم.