الأولوية لحفظ القرآن مع عدم إغفال التفسير والتفهم

0 278

السؤال

أنا أعمل 12 ساعة في اليوم بالإضافة إلى أني طالب جامعي أدرس بالتعلم عن بعد وباختصار وقتي ضيق جدا وهذا يحزنني فإني أعلم أن من الواجب علي قراءة القرآن، سؤالي: ما هو الأحق أو الأولى بي أن أقرأ القرآن أم أن أحفظ (فأنا لا أحفظ إلا القليل وهذا يزيد من حزني)، أم أن أقرأ تفسيره، فأي الأمور أولى، وكيف أنسق بين القراءة والحفظ والتفسير فأنا أشعر بالارتباك وأشعر أن وقتي يسرق مني، فأرجو الاستدلال بالشواهد حتى أفيد ممن هم بمثل وضعي على بينة واستدلال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يبارك في جهدك ووقتك ويعينك على تعلم كتابه، والتفقه في دينه، ثم إنه لا ريب أن قراءة القرآن والاشتغال بحفظه وتفسيره من أجل الأعمال وأعظمها أجرا عند الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. متفق عليه.

وقد ثبت في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وذكره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وقال: صحيح.

 وقال أيضا في حديث آخر: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. رواه مسلم وغيره. وقال أيضا: إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن، كالبيت الخرب. رواه الترمذي عن ابن عباس.

وقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم لا يتجاوزون الآية حتى يتعلموا جميع ما فيها من الأحكام، ويعملوا به، وإذا علمت أن مجرد قراءة القرآن من غير حفظ لها فضل عظيم وكذلك الاشتغال بحفظه وتفسيره فإن أمكنك الجمع بينهما فإن ذلك أفضل، وإن لم يمكن فقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 36593، أن الأولوية للحفظ لكن لا ينبغي أن يغفل التفسير والتفهم لما يقرأ، وللفائدة في هذا المعنى يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 51391.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة