أحكام المبتلى بنزول المني والمذي

0 231

السؤال

أنا أعاني من نزول المني بسرعة فبمجرد أن أذكر رجلا أو أي شيء عن الزواج وغيره ينزل مني المني، فهل يعني هذا أن أجلس في الحمام ليلا نهارا لأغتسل من المني، وصارت هذه الحالة مستمرة منذ علمت أنه يجب الغسل من المني بمجرد نزوله فأصبح هذا الأمر أشبه بعقدة لي في حياتي، وهل المذي يبطل الوضوء فأنا منذ علمت أنه يبطل الوضوء وأنا أفكر فيه بكثرة لدرجة أنني من شدة خوفي من أن ينزل علي أثناء الصلاة فإنه ينزل علي في الصلاة فأفتوني ماذا أفعل فقد وصل بي الأمر إلى أن أكره الصلاة وأبتعد عن قراءة القرآن خوفا من أن يكون عملي باطل ببطلان الوضوء، فأرجوكم أوضحوا لي الأمر، مع العلم بأنني غير متزوجة؟ وجزاكم الله عني وعن المسلمات خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن هناك فروقا بين المني والمذي، ولا بد أن تهتمي بمعرفة الفروق بينهما لتميزي أحدهما عن الآخر، لأن لكل واحد منهما حكم يختلف عن الآخر، وقد بينا الفوارق بينهما في الفتوى رقم: 50236 فراجعيها.

وإذا تبين لك أنه مني فهو طاهر على الراجح من أقوال أهل العلم ولكنه موجب للغسل فلا تصح الصلاة قبل الغسل منه، ولكن لو استمر نزوله بحيث لا ينقطع زمنا يكفي للطهارة والصلاة فلا تتمكنين من الصلاة دون أن ينزل منك فإنه يكون سلس مني، وقد بينا حكم التعامل معه في هذه الحالة في الفتوى رقم: 41812.

وإذا تبين لك أنه مذي فهو نجس يجب غسل ما أصابه من الثوب أو البدن والوضوء قبل الصلاة لأنه ناقض للوضوء، ولكن لو استمر معك بحيث لا تتمكنين من الصلاة دون أن ينزل منك فإنك تتطهرين وتصلين ولا يضرك نزوله أثناء الصلاة، ولمزيد الفائدة عن هذا راجعي الفتوى رقم: 12356.

وأخيرا ننصحك بالتسليم لقدر الله تعالى والصبر عليه، ونذكرك بأن بعد العسر يسرا، وأن في الصبر على المكروه خيرا كثيرا، فقد روى البيهقي في القضاء والقدر عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: اعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة