السؤال
حدث خلاف بيني وبين أخي حول عدة نقاط، وأرجو منكم القضاء بيننا بما تمليه علينا شريعتنا الغراء: أخي الأكبر يخلط -للأسف- بين ما هو واجب، وبين ما هو مطلوب أو مرغوب، بمعنى أن عليه ديونا للناس، وهو ميسور الحال، لكنه يؤخر قضاء هذه الديون، وبالمقابل فهو ينفق من ماله على ما يؤجر عليه، ولكن لا يعاقب بتركه، علما أنني حاولت أن أبين ذلك مرارا بطرق لطيفة، لكنه لم يفهم، وهو -أيضا- لا يحترم أوقات سداد الدين، فمثلا: أقرضته الشهر الماضي مالا على أن يرده في أجل مسمى، ولما انقضى الأجل، طالبته به، فإذا هو يرعد ويزبد، وأسمعني ما أكره، وأخذ يتفضل علي، والسبب في ذلك: كيف لي أن أحاسبه على مال أعطيته إياه؟ والأكثر من ذلك أنه قاطعني، فابتدرته على الفور، وذكرته بالله، وأن ذلك من نزغ الشيطان، وتركت باب الحوار مفتوحا، ولكنه أغلقه واعتزلني، فاعتزلته اتقاء لمزيد من المشاكل. فهل أنا آثم؟ علما بأنه لما كنت في فترة الدراسة كان يمدني ببعض المبالغ المالية للاستعانة بها، وأنا أشكر له صنيعه هذا، وأدعو الله أن يجعله في ميزان حسناته، وأن يجعله كريما في الآخرة كما هو في الدنيا.اليوم أصبحت كافلا لنفسي -بفضل من الله-، فهل يجب علي شرعا أن أرجع هذا المال لأخي؟ علما بأنا لم نتفق منذ البداية على أن هذا المال دين لأجل مسمى، بمعنى أنه لم يطالبني بإرجاعه يوم أعطاني إياه، ولكنه طالبني به اليوم، أشكركم مسبقا على الرد، وجعله الله في ميزان حسناتكم، وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.