السؤال
أنا أسكن مع والدي ووالدتي وجيراننا ذوو قربى، منذ أن سكنوا بجوارنا منذ سنة 1982 ونساؤهم يعتدون على أمنا مرة أو مرتين في كل سنة حتى أوقعوها مريضة بمرض عضال منذ 1996 إلى يومنا هذا ووصل بهم الحد حتى أصبحوا يعتدون على أبينا كذلك وحتى على الضيوف الذين يأتون لزيارتنا إلى يومنا هذا، مع العلم بأنهم يصلون ويذهبون إلى المسجد في يوم الجمعة ويصلون التراويح فى المسجد، كذلك، وإحداهن ذهبت إلى الحج إن صح التعبير بكلمة الحج، فكيف يستطيع الله أن يتوب عليهم وقد جاوزوا السبعين من العمر؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأعلم -وفقك الله- أنه لا ينبغي أن تقول كيف يستطيع الله... إلخ، فإن هذه كلمة كبيرة ينبغي أن لا تصدر منك، فإن الله تعالى على كل شيء قدير، وهو يتوب على عبده إن شاء ولو جاوز السبعين ما لم يغرغر، بل ويغفر لمن يشاء من عباده ولو من غير توبة، وبيان ذلك أن الله تعالى رحمته وسعت كل شيء، ومهما فعل العبد من الذنوب والمعاصي فإن رحمة الله واسعة، كما قال الله تعالى: إن ربك واسع المغفرة {النجم:32}، وقال تعالى: فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير {البقرة:284}، وقال تعالى: يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون {العنكبوت:21}، ولما رأى رجل رجلا مصرا على المعاصي قال: والله لا يغفر الله لفلان، فقال: من ذا الذي يتألى -أي يحلف- علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك. رواه مسلم. وفي رواية أبي داود: أن الله قال لذلك الحالف: أكنت بي عالما، أو كنت على ما في يدي قادرا؟! وقال: اذهبوا به إلى النار.
فاحذر أخي السائل ولا تستبعد توبة الله على جيرانك، فإن الله يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، ولا شك أن الجار الذي يؤذي جاره على خطر عظيم، وفعله هذا كبيرة من كبائر الذنوب، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة تكثر الصلاة والصيام والصدقة غير أنها تؤذي جيرانها فقال: هي في النار. رواه أحمد. ولكن هذا لا يبرر لنا أن نحكم بأن الله لن يغفر لهم وكأن المغفرة بأيدينا نوزعها كيف نشاء، وأخيرا للفائدة نحيلك إلى الفتوى رقم: 1764، والفتوى رقم: 28321، والفتوى رقم: 31904.
والله أعلم.