السؤال
هل صحيح أنه بعد الانتهاء من الطواف نذهب لشرب ماء زمزم وأيضا مسح الشعر أو الرأس بماء زمزم؟
هل صحيح أنه بعد الانتهاء من الطواف نذهب لشرب ماء زمزم وأيضا مسح الشعر أو الرأس بماء زمزم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فصحيح أنه بعد الطواف يستحب الشرب من ماء زمزم لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بأس بالرش منه على البدن والثياب لثبوت ذلك عن بعض السلف، فيشربه لحصول مطلوباته الدنيوية والأخروية لأنه لما شرب له، ويجتهد في
وفي تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعي الحنفي: وكيفيته أن يأتي زمزم فيستقي بنفسه الماء، ويشربه مستقبل القبلة، ويتضلع منه، ويتنفس فيه مرات، ويرفع بصره في كل مرة وينظر إلى البيت، ويمسح به رأسه ووجهه وجسده، ويصب عليه إن تيسر. انتهى.
قال النووي في المجموع: قال الشافعي والأصحاب وغيرهم: يستحب أن يشرب من ماء زمزم، وأن يكثر منه، وأن يتضلع منه - أي يتملى - ويستحب أن يشربه لمطلوباته من أمور الآخرة والدنيا، فإذا أراد أن يشربه للمغفرة أو الشفاء من مرض ونحوه استقبل القبلة ثم ذكر اسم الله تعالى، ثم قال ( اللهم إنه بلغني أن رسولك صلى الله عليه وسلم قال: { ماء زمزم لما شرب له } اللهم إني أشربه لتغفر لي، اللهم فاغفر لي. أو اللهم إني أشربه مستشفيا به [ من ] مرض، اللهم فاشفني ) ونحو هذا، ويستحب أن يتنفس ثلاثا كما في كل شرب، فإذا فرغ حمد الله تعالى. وقد جاء في هذه المسائل أحاديث كثيرة. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن يأتي زمزم، فيشرب من مائها لما أحب، ويتضلع منه. قال جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم: ثم أتى بني عبد المطلب، وهم يسقون، فناولوه دلوا، فشرب منه. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { ماء زمزم لما شرب }. وعن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: كنت عند ابن عباس جالسا، فجاءه رجل، فقال: من أين جئت ؟ قال: من زمزم. قال: فشربت منها كما ينبغي ؟ قال: فكيف ؟ قال: إذا شربت منها فاستقبل الكعبة، واذكر اسم الله، وتنفس ثلاثا من زمزم، وتضلع منها، فإذا فرغت، فاحمد الله تعالى، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { آية ما بيننا وبين المنافقين، أنهم لا يتضلعون من زمزم. } رواهما ابن ماجه. ويقول عند الشرب: بسم الله، اللهم اجعله لنا علما نافعا، ورزقا واسعا، وريا وشبعا، وشفاء من كل داء، واغسل به قلبي، واملأه من حكمتك. انتهى
والله تعالى أعلم.