ما أكل أحد طعاماً خيراً من عمل يده

0 288

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. ما رأي الفقه في مهاجري شمال أمريكا المسلمين الذين رضوا بالمساعدة الحكومية الشهرية (وهي نفقة تغطي المصروفات الشهرية) وأغلقوا باب الجد والاجتهاد والبحث عن العمل حبا في الراحة والدعة؟ أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

       فلا يمكن إطلاق الأحكام هكذا على ( مهاجري شمال أمريكا المسلمين ) أو غيرهم دون ‏التثبت والتأني، وما أدراك أنهم قد ( أغلقوا باب الجد والاجتهاد والبحث عن العمل حبا ‏في الراحة والدعة)! فلربما بحث الكثير منهم عن عمل ولم يتوفر له، أو لم يجد ما يناسبه من ‏أعمال، أو عرضت لهم موانع أخرى. وعلى أية حال فالمسلم مطالب بالجد والاجتهاد ‏والبحث عن العمل، قال تعالى: ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) ‏‏[الملك:15] ولربما اعتمد البعض على المساعدة الحكومية ولم ينشط للعمل والكسب، ‏وفجأة منعت عنهم المساعدات أو طردوا من البلاد فيجدون أنفسهم بلا عمل ولا مال، ‏ويصبحون في موقف سيئ، وربما أدى بهم ذلك إلى التسول واستجداء الناس، فيتعرض ‏أبناؤهم وزوجاتهم إلى ما لا تحمد عقباه. ويحضرنا في هذا المقام قول النبي صلى الله عليه ‏وسلم: " ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه ‏السلام كان يأكل من عمل يده" رواه البخاري. فأكل المرء من عمل يد له فضيلة عظيمة، ‏وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أطيب ما ‏أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه" رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.‏
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة