السؤال
حدث عند الذهاب إلى مزدلفة بعد عرفات أن كانت هناك صعوبة في المواصلات فصلينا العشاء في الطريق خشية خروج وقتها وعند الوصول صليناها ثانية، فما حكم ذلك؟ وجزاكم الله خيرا.
حدث عند الذهاب إلى مزدلفة بعد عرفات أن كانت هناك صعوبة في المواصلات فصلينا العشاء في الطريق خشية خروج وقتها وعند الوصول صليناها ثانية، فما حكم ذلك؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يسن تأخير صلاة المغرب حتى تجمع مع العشاء في مزدلفة، ووقت العشاء يمتد إلى منتصف الليل وقيل إلى الفجر، وعليه فما دام الوقت باقيا فإن أداء صلاة المغرب وأحرى العشاء قبل الوصول إلى مزدلفة مخالف للسنة، لكن إن خيف فوات الوقت قبل الوصول إلى مزدلفة فإن وقت الصلاة مقدم. قال ابن قدامة في المغني: وجملة ذلك أن السنة لمن دفع من عرفة، أن لا يصلي المغرب حتى يصل مزدلفة، فيجمع بين المغرب والعشاء، لا خلاف في هذا، قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم لا اختلاف بينهم أن السنة أن يجمع الحاج بين المغرب والعشاء. والأصل في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بينهما. رواه جابر وابن عمر وأسامة وأبو أيوب وغيرهم. وأحاديثهم صحاح. إلى أن قال: فإن صلى المغرب قبل أن يأتي مزدلفة ولم يجمع، خالف السنة وصحت صلاته، وبه قال عطاء وعروة والقاسم بن محمد وسعيد بن جبير ومالك والشافعي وإسحاق وأبو ثور وأبو يوسف وابن المنذر. وقال أبو حنيفة والثوري: لا يجزئه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين، فكان نسكا، وقد قال: (خذوا عني مناسككم). ولنا أن كل صلاتين جاز الجمع بينهما، جاز التفريق بينهما، كالظهر والعصر بعرفة، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم محمول على أنه الأولى والأفضل. انتهى. وإذا كنتم قد صليتم العشاء أولا جماعة فإنه لا يشرع إعادتها ثانيا في مزدلفة لكونكم وصلتم مزدلفة في الوقت. والله أعلم.