التصدق بالشيء أو قيمته على مالكه إذا لم يتوصل إليه

0 277

السؤال

مشكلتي هي منذ ثلاثة أشهر تقريبا ذهبت إلى العمرة إلى بيت الله العتيق, أنا وأخي أختي وخالتي حيث كانت رحلة من العمر لن أنساها في عمري إلا أنه منذ مجيئي إلى يومنا هذا لم أوفق بأي شيء في عملي ومالي وصحتي وأحس أن كل شيء يذهب هباء من دون أن أدري، المال مثل الملح يذوب سريعا لا أدري بسم الله الرحمن الرحيم، ولكن عند مجيئي لاحظت شيئا غريبا حيث هناك اشترينا أنا وأخي بعض الأغراض إلى أهلنا إلا أني لما وصلت إلى لبنان لاحظت شيئا حيث أعطى أخي أغراضه لاحظت وجود عباءة زائدة فكرت سوف أسأل أخي كم أعطاني لكي أشتري الأغراض (يومها كنا في المدينة المنورة وأعجبته عباءات جميلة لزوجته فأعطاني مبلغا ما واشتريت وأخذتهم منه ومثل ما هم وضعتهم في شنطة الملابس لم أتفقدهم مرة أخرى، ولكن لحظة التفريق عند مجيئي) سألت أخي كم أعطيتني من المال فقال لي كذا وكذا فحسبتها فوجدت أنني غلطانة معه حيث هناك لم ألاحظ لأنا كنا في المدينة نصلي ونتعبد الله سبحانه وتعالى، والله لم ألاحظ شيئا، فقلت في قرار نفسي عندما أجد أحدا يريد الذهاب إلى هناك سوف أعطيه إياها لكي يوصلها إليه هذه نقطة، والنقطة الأخرى عندما كنا في المسجد الحرام كما تعلمون مكة المكرمة لديها عدة أبواب ما شاء الله دخلنا من باب وخلعنا أحذيتنا ووضعناهم في كيس مع خالتي وأدخلناهم معنا المهم دخلنا حيث تفرقنا في الداخل فجاء موقعي عند الباب الآخر من الباب الذي دخلنا منه المهم وأنا كنت أستعد للصلاة أحسست بوجوب دخول الخلاء ففكرت أن أذهب لعند خالتي وهي بعيدة عني لأجلب حذائي، فورا خرجت من الباب الخلفي حيث السكن بجانب الحرم لأنه قريب من كل هذا فعندما خرجت الأرض هناك مثل النار لا أقدر أن أمشي عليها فتنعلت أحد الأحذية من الباب (حيث علمت أن هذه الأحذية يرمونها إذ لم يوجد لها أصحاب لكن والله لم تكن في نيتي أن آخذها ولكن الوقت ضيق)، أخذتها وذهبت بها إلى مكان السكن قضيت حاجتي وتوضأت ولبست أخرى ونسيت أن أرجعها، لم أعرف أنها معي إلا عندما وصلت إلى المدينة فوجدتها مع الأغرض حيث وضعها أخي فشعرت بالذنب الكبير فسألت عنها، فقالوا لا يهمك هذه الأحذية يرمونها، فأرجو منكم أن تقولوا لي هل في هذه الأشياء من حرمة لأنني أشعر بذنب كبير، أريحوا ضميري ونفسيتي وقولوا لي ما العمل، والله شهيد على كلامي ونيتي؟ وأشكركم على كل شيء وتحمل قصتي هذه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

نسأل الله تعالى أن يتقبل منكم. ولتعلمي أن الواجب عليك أن تبذلي ما استطعت من جهد لإيصال العباءة الزائدة أو ثمنها إلى صاحب المحل الذي اشتريت منه، وإذا عجزت ولم تستطيعي إيصالها له فتصدقي بها أو بثمنها عنه، ثم إن وجدته بعد ذلك أو ورثته، فإنك تخيريه بين أن يمضي الصدقة والأجر له، وبين أن تردي إليه ثمنها ويكون لك أجر الصدقة، وقد سبق لنا بيان مثل هذا في الفتوى رقم: 39091، وبإمكانك أن تطلعي عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.

وأما الأحذية التي أخذت من باب الحرم فالغالب أنها لا أهمية لها لأن الغالب في رواد الحرام الاحتفاظ بأحذيتهم أو وضعها في مكان خاص، فالظاهر أنها من اللقطة اليسيرة التي يجوز التقاطها والانتفاع بها، وقد سبق لنا بيان حكمها بالتفصيل وأدلته في الفتوى رقم: 46279 وما أحيل عليه فيها.

وعلى ذلك فإذا كانت من هذا النوع فلا حرج عليك في الانتفاع بها، أما إذا كنت أخذتها من مكان خاص أو كانت لها قيمة معتبرة فإن أخذها يعتبر تعديا وحيث إنه يصعب أو يستحيل إيصالها إلى صاحبها فإنك تتصدقين بها أو بثمنها على ما ذكرنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة