السؤال
أريد أن أعرف ما صحة سند القصة التي رواها ابن هشام في سيرته ونقلها عنه المباركفوري في الرحيق وهي واقعة عقد اليهودي لطرف ثوب امرأة مسلمة كانت في سوق بني قينقاع لحاجة لها فلما قامت انكشفت سوأتها فصرخت فضحك اليهود فقام مسلم فقتل هذا اليهودي فتكاثر اليهود على المسلم فقتلوه فحاصرهم النبي خمسة عشر يوما حتى نزلوا على حكم رسول الله، فهل هذه الواقعة ثابتة أم لا، وهل حصار النبي صلى الله عليه وسلم لليهود نتيجة لخيانة عهده وقتلهم صاحبه أم من الممكن أن يقال أنه غيرة على عرض هذه المسلمة وهو صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقصة المذكورة لم نقف على من صحح سندها أو ضعفه من أهل العلم، وقد ذكرها البيهقي في سننه كما ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية وابن الأثير في الكامل من غير تعليق على سندها، وما حصل من حصار لبني قينقاع هو بسبب نقضهم للعهد بالاعتداء على امرأة مسلمة وقتلهم رجلا مسلما، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: فكان أول من نقض العهد من اليهود بنو قينقاع فحاربهم في شوال بعد وقعة بدر فنزلوا على حكمه وأراد قتلهم فاستوهبهم منه عبد الله بن أبي وكانوا حلفاء فوهبهم له وأخرجهم من المدينة إلى أذرعات. انتهى.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية: قال ابن إسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا العهد وحاربوا فيما بين بدر وأحد. انتهى.
والله أعلم.