الزواج من فتاة قد تختلي في عملها مع رجل

0 197

السؤال

خطيبتي اخترتها لدينها وحيائها هي تلتزم بحجابها وتعففها وهي تدرس في الجامعة في ميدان المحاسبة ويفرض عليها أن تقوم بتربص في الصيف في مكتب خبير محاسب، وفي هذا العام صارحتني بأنها ستشتغل مع رجل في مكتبه وحدهما، قلت لها هذا يمنعه إسلامنا ولا يتناسب مع حيائك، وقلت لها كيف ترضين لي هذا العذاب وهذا الشعور بالغيرة الشديدة؟ قالت بأنها تعلم أن الخلوة حرام وتشفق لحالي إلا أنها مضطرة للقيام بهذا التربص، هي قالت أنها لا تستطيع التوقف عنه الآن لأنها تخاف من والدها الذي منعها في أول الأمر من أن تقوم بأي تربص، لتتمكن من إتمام دراستها، وتريد الهرب من الجو الخانق الذي صنعه والدها في البيت، أوشكنا على الزواج, وهذه أول مرة تراودني فكرة تركها, استخرت لذلك وها أنا أستشير, أعترف بأن هذه الفكرة لا تراودني إلا عندما تكون هي في عملها, وعندما أعلم أنها قد عادت لبيتها أشعر بتحسن، لذلك أردت التريث حتى أتبين أمري، هي تعجبني في عدة صفات، والسؤال هو: ماذا أفعل وقد أصرت على إتمام تربصها، هي وعدتني أن هذا الأمر حالة قصوى ولن يتكرر في المستقبل, هل آمن لقولها، وماذا لو كان الأمر وقد تزوجنا، هي قالت إن كنا متزوجين لأطاعتني, ولما حصل هذا الأمر لأنني كنت سأساعدها على إيجاد تربص أحسن من هذا، هل من البر أن أصدقها وأصبر حتى تنهي هذا التربص أم علي أن أقطع الشك باليقين وأبحث عن أخرى أأمن أكثر على دينها وعلى مشاعري، لا أخفي عنكم أن مشاعر المودة والرحمة قد بدأت تأخذ مكانها لقلبي, أحيانا أقول ماذا لو تركتها، عندها يكون أحد الوجهين، إما أن تكون صادقة في وعدها وأكون حينئذ قد خسرتها، أو أن تكون غير ذلك فإما أن تتزوج غيري ويصيبه ما كان سيصيبني, أو أن تبقى عانسا, وفي الأمرين شر، (إن كان علي أن أصبر فكيف آمن من إمكانية وقوع أمر سوء في عملها, وإن كنت أستبعد هذا الأمر لعفتها, إلا أننا بشر والذي خلقنا أعلم بنا لما حرم هذه الخلوة اللعينة)؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي فهمناه من سؤالك أن المقصود بالتربص هو ملازمة هذه الفتاة لخبير المحاسبة، وأن هذا الأمر قد يقتضي خلوته بها ونحو ذلك مما قد لا تحمد عقباه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. رواه أحمد.

فإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز لها مثل هذا التربص، وعليها أن تجتهد في القيام به مع امرأة متخصصة في هذا المجال أو في مكان لا تحصل فيه خلوة، فإن لم يمكنها فعل هذا أو ذاك فلا يجوز لها الاستمرار فيه إلا لضرورة، والواجب عليها حينئذ الحذر من أن يخلو بها هذا الرجل، وأن تصون نفسها عن كل ما قد يوقعها في الفتنة.

وأما زواجك منها.. فإن كان بقاؤها في العمل مع هذا الرجل لضرورة فلا نرى لك الإعراض عنه ما دامت هذه الفتاة على ما ذكرت من دينها وحيائها والتزامها بالحجاب، والواجب عليك دفع أي شكوك حولها لا تنبني على أساس صحيح، هذا مع العلم بأن الخطبة مجرد مواعدة فيجوز لكل من الطرفين فسخها، وإن كان الأولى عدم فسخها لغير مسوغ شرعي، وراجع الفتوى رقم: 57601.

وأما إن كان بقاؤها في هذا العمل لغير ضرورة فلا شك أن ذلك يقدح في دينها، وعندئذ فغيرها من ذوات الدين قد يكون خيرا منها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة