السؤال
فىصحيح مسلم كتاب الفتن52-حديث7440،7441وإنى أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى نفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها..هل مايحدث للمسلمين الآن من قتل وتشريدواغتصاب من الأمم الأخرى يتعارض مع هذا الحديث وكيف أفهم هذا.ومع حديث توشك أن تتداعى عليكم الأمم كالأكلة على قصعة الطعام مع إيمانى الكامل بصحة الحديثين وأن مايقول الرسول حق.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففي صحيح مسلم عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها…وفيه، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال يا محمد : إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم…"الحديث
والذي يصيب بعض المسلمين الآن من قتل وتشريد واغتصاب من غيرهم لا يتعارض مع هذا الحديث، لأن معنى هذا أن جماعة المسلمين وأصلهم لا يستبيحها غيرهم من الأمم جملة، كما أنه تعالى لا يهلكهم بقحط يعمهم جميعا، بل إن وقعت الاستباحة والقحط فإنما يكون ذلك في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقي بلاد المسلمين، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه، وكذلك لا يعارضه حديث ثوبان الذي أخرجه أبو داود وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل…"الحديث. ومعنى هذا: أن فرق الكفر وأمم الضلالة يقرب أن يدعو بعضهم بعضا لقتال المسلمين إذا كثروا عددا وكانوا غثاء كغثاء السيل، ليغلبوهم ويكسروا شوكتهم، ولن يكون ذلك، فالمنفي في الحديث السابق هو استئصال المسلمين، واستباحة ملكهم وعذرهم، ومدلول الحديث الثاني: هو أن المسلمين إذا لم يستعدوا بالحزم والقوة لجهاد عدوهم، وركنوا إلى الدنيا وقلت شجاعتهم، انتزع الله الخوف والرعب من قلوب أعدائهم، من أجل إخلالهم بواجباتهم وعدم امتثالهم لأمر ربهم، ومع ذلك فما سيقع من العدو لن يصل إلى مرحلة الاستئصال العام، كما تقدم.
والله أعلم.