السؤال
تجول في قلبي شبهة محيرة لم أجد لها جوابا وهي أن الذي يمطر السماء وينبت الأرض ليس الله!! إنما هو ميكائيل عليه السلام! وتارة تشككني بقدرة الله وتارة تشككني بوجود ميكائيل عليه السلام, وإلى من ينسب الفعل هل هو لله أم لميكائيل عليه السلام، وكذلك الحال بالنسبة لباقي الملائكة, فكيف يمكن الرد على هذه الشبهة؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
الله خالق كل شيء وهو الخالق للأمطار ومنزلها ومنبت النبات، وقد كلف ميكائيل بذلك ولكن ميكائيل وأفعاله كلاهما خلق من خلق الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى هو الخالق لكل شيء، خلق الكائنات المتحركة والجامدة، فالملائكة والإنس والجن كلهم خلق من خلقه، وقدراتهم وحركاتهم وتصرفاتهم من خلقه، قال الله تعالى: والله خلقكم وما تعملون {الصافات:96}.
وأما ميكائيل فالإيمان بوجوده واجب على من سمع به لثبوت ذكره في القرآن، وأما الأمطار فقد أسند الله إنزالها إلى نفسه، كما في قوله تعالى: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء {الحج:63}، وقال تعالى: هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون* ينبت لكم به الزرع {النحل:10-11}، وقال تعالى: وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا {الشورى:28}، وهو سبحانه يكلف بعض ملائكته بما يشاء، كما كلف ملك الموت بقبض الأرواح، وكلف جبريل بإنزال الوحي، كلف كذلك ميكائيل بإنزال القطر وأمور رزق العباد، وهو سبحانه هو المميت، كما قال تعالى: وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم {الحج:66}، وهو المنزل القرآن كما قال تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا {الفرقان:1}، فجبريل نزل القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلم بإذن الله وعونه، وميكال ينزل بالقطر بإذن الله وعونه، فحركاته وتصرفاته خلق من خلق الله، فالله خالقه وخالق فعله مثل سائر المخلوقات وهو المنزل الأمطار وخالق الأرزاق حقيقة.
والله أعلم.