[ ص: 269 ] 555
ثم دخلت سنة خمس وخمسين وخمسمائة
ذكر
مسير سليمان شاه إلى همذان في أوائل هذه السنة سار
سليمان شاه من
الموصل إلى
همذان ليتولى السلطنة ، وقد تقدم سبب قبضه وأخذه إلى
الموصل .
وسبب مسيره إليها أن
الملك محمد بن السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه لما مات أرسل أكابر الأمراء من
همذان إلى
nindex.php?page=showalam&ids=17165أتابك قطب الدين مودود بن زنكي ، صاحب
الموصل ، يطلبون منه إرسال
الملك سليمان شاه ابن السلطان محمد بن ملكشاه إليهم ; ليولوه السلطنة ، فاستقرت القاعدة بينهم أن يكون
سليمان شاه سلطانا
وقطب الدين أتابكه ،
وجمال الدين وزير
قطب الدين وزيرا
للملك سليمان شاه ،
وزين الدين علي أمير العساكر الموصلية مقدم جيش
سليمان شاه ، وتحالفوا على هذا ، وجهز
سليمان شاه بالأموال الكثيرة والبرك والدواب والآلات وغير ذلك مما يصلح للسلاطين ، وسار ومعه
زين الدين علي في عسكر
الموصل إلى
همذان .
فلما قاربوا
بلاد الجبل أقبلت العساكر إليهم أرسالا ، كل يوم يلقاه طائفة وأمير ، فاجتمع مع
سليمان شاه عسكر عظيم ، فخافهم
زين الدين على نفسه ; لأنه رأى من تسلطهم على السلطان واطراحهم للأدب معه ما أوجب الخوف منه ، فعاد إلى
الموصل ، فحين عاد عنه لم ينتظم أمره ، ولم يتم له ما أراده ، وقبض العسكر عليه
بباب همذان في شوال سنة ست وخمسين [ وخمسمائة ] ، وخطبوا
لأرسلان شاه ابن الملك طغرل ، وهو الذي تزوج
إيلدكز بأمه ، وسيذكر مشروحا إن شاء الله تعالى .