صفحة جزء
( فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون )

قوله تعالى : ( فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون )

اعلم أنه تعالى لما أوجب المحافظة على الصلوات ، والقيام على أدائها بأركانها وشروطها ، بين من بعد أن هذه المحافظة على هذا الحد لا تجب إلا مع الأمن دون الخوف ، فقال : ( قانتين فإن خفتم فرجالا أو ركبانا ) وفي الآية مسائل :

المسألة الأولى : يروى (فرجالا) بضم الراء و ( رجالا ) بالتشديد و ( رجلا ) .

المسألة الثانية : قال الواحدي رحمه الله : معنى الآية فإن خفتم عدوا ، فحذف المفعول لإحاطة العلم به ، قال صاحب الكشاف : فإن كان بكم خوف من عدو أو غيره ، وهذا القول أصح ؛ لأن هذا الحكم ثابت عند حصول الخوف ، سواء كان الخوف من العدو أو من غيره .

وفيه قول ثالث وهو أن المعنى : فإن خفتم فوات الوقت إن أخرتم الصلاة إلى أن تفرغوا من حربكم فصلوا رجالا أو ركبانا ، وعلى هذا التقدير الآية تدل على تأكيد فرض الوقت حتى يترخص لأجل المحافظة عليه بترك القيام والركوع والسجود .

المسألة الثالثة : في الرجال قولان :

أحدهما : رجالا جمع راجل مثل تجار وتاجر وصحاب وصاحب ، والراجل هو الكائن على رجله ماشيا كان أو واقفا ، ويقال في جمع راجل : رجل ورجالة ورجالة ورجال ورجال .

والقول الثاني : ما ذكره القفال ، وهو أنه يجوز أن يكون جمع الجمع ، لأن راجلا يجمع على راجل ، ثم يجمع رجل على رجال ، والركبان جمع راكب ، مثل فرسان وفارس ، قال القفال : ويقال إنه إنما يقال راكب لمن كان على جمل ، فأما من كان على فرس فإنما يقال له فارس ، والله أعلم .

المسألة الرابعة : رجالا نصب على الحال ، والعامل فيه محذوف ، والتقدير : فصلوا رجالا أو ركبانا .

التالي السابق


الخدمات العلمية