(
يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم )
قوله تعالى: (
يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم )
اعلم أنه سبحانه وتعالى لما بالغ في بيان أنه يجب على كل مكلف أن يكون معرضا عن طلب العاجل ، وأن يكون مشتغلا بطلب الآجل ، وأن يكون بحيث يبذل النفس والمال في ذلك شرع بعد ذلك في بيان الأحكام ، وهو من هذه الآية إلى قوله : (
ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم ) [البقرة : 243] لأن
من عادة القرآن أن يكون بيان التوحيد وبيان الوعظ والنصيحة وبيان الأحكام مختلطا بعضها بالبعض ; ليكون كل واحد منها مقويا للآخر ومؤكدا له .
الحكم الأول
فيما يتعلق بالنفقة هو هذه الآية وفيه مسائل :
المسألة الأولى : قال
عطاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : نزلت هذه الآية في
رجل أتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال : إن لي دينارا . فقال : أنفقه على نفسك . قال : إن لي دينارين . قال : أنفقهما على أهلك . قال : إن لي ثلاثة . قال : أنفقها على خادمك . قال : إن لي أربعة . قال : أنفقها على والديك . قال : إن لي خمسة . قال : أنفقها على قرابتك . قال : إن لي ستة . قال : أنفقها في سبيل الله وهو أحسنها . وروى
الكلبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن الآية نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=5899عمرو بن الجموح ، وكان شيخا كبيرا هرما ، وهو الذي قتل يوم
أحد وعنده مال عظيم ، فقال :
ماذا ننفق من أموالنا وأين نضعها ؟ فنزلت هذه الآية .