الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : للنحويين في ( ماذا ) قولان :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدهما : أن يجعل ( ما ) مع ( ذا ) بمنزلة اسم واحد ويكون الموضع نصبا بـ " ينفقون " ، والدليل عليه أن العرب يقولون : عماذا تسأل ؟ بإثبات الألف في ( ما ) ، فلولا [ ص: 21 ] أن ( ما ) مع ( ذا ) بمنزلة اسم واحد لقالوا : عمذا تسأل ؟ بحذف الألف كما حذفوها من قوله تعالى : ( عم يتساءلون ) [النبأ : 1] وقوله : ( فيم أنت من ذكراها ) [النازعات : 43] فلما لم يحذفوا الألف من آخر ( ما ) علمت أنه مع ( ذا ) بمنزلة اسم واحد ولم يحذفوا الألف منه لما لم يكن آخر الاسم ، والحذف يلحقها إذا كان آخرا إلا أن يكون في شعر ; كقوله :

                                                                                                                                                                                                                                            علا ما قام يشتمني لئيم كخنزير تمرغ في رماد



                                                                                                                                                                                                                                            والقول الثاني : أن يجعل ( ذا ) بمعنى الذي ويكون ( ما ) رفعا بالابتداء خبرها ( ذا ) . والعرب قد يستعملون ( ذا ) بمعنى الذي ، فيقولون : من ذا يقول ذاك ؟ أي من ذا الذي يقول ذاك ، فعلى هذا يكون تقدير الآية : يسألونك ما الذي ينفقون .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية