[ ص: 206 ] ( 1632 ) مسألة ; قال : ( وإن حمل وبه رمق غسل ، وصلي عليه ) معنى قوله : " رمق " أي حياة مستقرة . فهذا يغسل ، ويصلى عليه ، وإن كان شهيدا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=23216غسل nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ ، وصلى عليه ، وكان شهيدا ، رماه ابن العرقة يوم الخندق بسهم ، فقطع أكحله ، فحمل إلى المسجد ، فلبث فيه أياما ، حتى حكم في بني قريظة ، ثم انفتح جرحه فمات . }
وظاهر كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14209الخرقي أنه متى طالت حياته بعد حمله غسل ، وصلي عليه ، وإن
مات في المعترك ، أو عقب حمله ، لم يغسل ، ولم يصل عليه . ونحو هذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، قال : إن أكل ، أو شرب ، أو بقي يومين أو ثلاثة ، غسل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في موضع : إن تكلم ، أو أكل ، أو شرب ، صلي عليه . وقول أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة نحو من هذا . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أنه سئل عن
المجروح إذا بقي في المعترك يوما إلى الليل ، ثم مات ، فرأى أن يصلى عليه .
وقال أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : إن مات حال الحرب ، لم يغسل ، ولم يصل عليه ، وإلا فلا . والصحيح : التحديد بطول الفصل ، أو الأكل ; لأن الأكل لا يكون إلا من ذي حياة مستقرة ، وطول الفصل يدل على ذلك ، وقد ثبت اعتباره في كثير من المواضع . وأما الكلام والشرب ، وحالة الحرب ، فلا يصح التحديد بشيء منها ; لأنه يروى {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3843أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد : من ينظر ما فعل سعد بن الربيع ؟ فقال رجل : أنا أنظر لك يا رسول الله . فنظر فوجده جريحا ، به رمق ، فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات ؟ قال : فأنا في الأموات ، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عني السلام . وذكر الحديث ، قال : ثم لم أبرح أن مات . }
وروي أن
أصيرم بني عبد الأشهل وجد صريعا يوم
أحد ، فقيل له : ما جاء بك ؟ قال : أسلمت ، ثم جئت . وهما من شهداء
أحد ، دخلا في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=13267ادفنوهم بدمائهم وثيابهم } . ولم يغسلهم ، ولم يصل عليهم ، وقد تكلما ، وماتا بعد انقضاء الحرب .
وفي قصة أهل
اليمامة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أنه طاف في القتلى ، فوجد
أبا عقيل الأنيفي قال : فسقيته ماء ، وبه أربعة عشر جرحا ، كلها قد خلص إلى مقتل ، فخرج الماء من جراحاته كلها ، فلم يغسل . .
وفي فتوح
الشام : أن رجلا قال : أخذت ماء لعلي أسقي ابن عمي إن وجدت به حياة ، فوجدت
الحارث بن هشام فأردت أن أسقيه ، فإذا رجل ينظر إليه ، فأومأ لي أن أسقيه ، فذهبت إليه لأسقيه ، فإذا آخر ينظر إليه ، فأومأ لي أن أسقيه ، فلم أصل إليه حتى ماتوا كلهم ، ولم يفرد أحد منهم بغسل ولا صلاة ، وقد ماتوا بعد انقضاء الحرب .