الفصل الثالث
القيم المتعلقة بالسلوك والأخلاق
لا يمكن لعملية التحول الحضاري، التي مهد لها الإسلام، أن تأخذ مداها الحقيقي المثمر، مالم يتبلور البناء الأخلاقي للإنسان، هذا الإنسان الذي سيكون وسيلة هذا التحول وأداته، وهو الذي سيديم عملية البناء حتى النهاية، هذه العملية، التي ينبغي أن تبقى خاضعة للهدي الإلهي، ولا تشتط في ماهيتها وطـبـيـعـتـهـا تـحـت تأثـير الـقـوى والتيارات المنحـرفة، التي تستـمـد طروحاتـها من أيديولوجيـات ونظريات وفلسفات أقرب إلى الكفر من غيره، ولا سيما فيما يتعلق بتحكيم التشريع الوضعي والإعراض عن شرع الله تعالى. ثم إن هذا الإنسان هو - في الحقيقة - هدف عملية التحول الحضاري وفق المنهج الإسلامي، إنسان يتجه في مصيره وبصيرته نحو خالقه:
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) (الذاريات: 56).
ويتطلب كل ذلك ترسيخ قيم خلقية وسلوكية وفكرية تجعل هذا الإنسان مهيأ لإنفاذ هذه الرسالة والمضي بها، نشرا وتحكيما وتمكينا.
ومما أشارت إليه سورة العنكبوت في هذا الجانب:
[ ص: 149 ]