. ( قال ) وكذا إن
أراد التمتع ، ولم يسق هديا ، ويقيم
بمكة بعد الفراغ من العمرة حلالا ، وقد بينا صورة التمتع ، وهو أن يعتمر في أشهر الحج ، ويحج من عامه ذلك من غير أن يلم بأهله بين النسكين إلماما صحيحا ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رحمه الله تعالى يقول إن أتى بالعمرة قبل أشهر الحج ، ولم يتحلل من إحرام العمرة حتى دخلت أشهر الحج
[ ص: 31 ] فهو متمتع .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله تعالى إذا
أحرم بالعمرة قبل أشهر الحج لم يكن متمتعا ، وإن كان أداء أعمال العمرة في أشهر الحج فعنده المعتبر وقت الإحرام بالعمرة ، وعند
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رحمه الله تعالى
وقت التحلل من الإحرام ، ونحن نقول إن كان أداء الأعمال قبل أشهر الحج لم يكن متمتعا ; لأن إحرامه في غير أشهر الحج صار بحيث لا يفسد بالجماع فهو بمنزلة ما لو لم يحل منه ، وإن لم يأت بالأعمال حتى دخلت أشهر الحج فإحرامه للعمرة في أشهر الحج بحيث يفسد بالجماع فهو كما لو أحرم بها في أشهر الحج ; لأنه مترفق بأداء النسكين في أشهر الحج ، ثم هو على ثلاثة أوجه إما أن يصبر
بمكة بعد الفراغ من العمرة حتى يؤدي الحج فيكون متمتعا بالاتفاق ، وإما أن يعود إلى أهله بعدما حل من عمرته ، ثم حج من عامه ذلك فلا يكون متمتعا بإجماع بين أصحابنا ، وفي أحد قولي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله تعالى يكون متمتعا ، ويقول لا أعرف ذلك الإلمام ماذا يكون فهو بناء على أصله في أن المكي له المتعة والقران ، ويأتي بيان هذا في موضعه إن شاء الله تعالى ، واعتمادنا فيه على حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه قال إذا ألم بأهله بين النسكين إلماما صحيحا فهو متمتع . وهكذا روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر رضي الله عنهما وكان المعنى فيه ، وهو أنه أنشأ لكل نسك سفرا من أهله ، والتمتع من يترفق بأداء النسكين في سفر واحد ، فأما إذا جاوز الميقات بعد الفراغ من العمرة فأتى بلدة أخرى غير بلدته بأن يكون كوفيا فأتى
البصرة ثم عاد وحج من عامه ذلك كان متمتعا في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة رحمه الله تعالى ، ولم يكن متمتعا في قولهما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي رحمه الله تعالى في كتابه وجه قولهما أن صورة المتمتع أن تكون عمرته ميقاتية ، وحجته مكية ، وهذا حجته وعمرته ميقاتيتان ; لأنه بعدما جاوز الميقات حلالا إذا عاد يلزمه الإحرام من الميقات فهو والذي ألم بأهله سواء
nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة رحمه الله تعالى استدل بحديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه فإن قوما سألوه فقالوا : اعتمرنا في أشهر الحج ، ثم زرنا القبر ، ثم حججنا فقال : أنتم متمتعون ، ولأنه مترفق بأداء النسكين في سفر واحد ; لأنه ماض على سفره ما لم يعد إلى أهله فهو بمنزلة ما لو لم يخرج من الميقات حتى حج ، وعاد فيكون متمتعا