إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور
(
إن الذين يتلون كتاب الله ) يداومون على قراءته أو متابعة ما فيه حتى صارت سمة لهم وعنوانا ، والمراد بكتاب الله القرآن أو جنس كتب الله فيكون ثناء على المصدقين من الأمم بعد اقتصاص حال المكذبين . (
وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ) كيف اتفق من غير قصد إليهما . وقيل السر في المسنونة والعلانية في المفروضة . (
يرجون تجارة ) تحصيل ثواب بالطاعة وهو خبر إن . (
لن تبور ) لن تكسد ولن تهلك بالخسران صفة للتجارة وقوله :
(
ليوفيهم أجورهم ) علة لمدلوله أي ينتفي عنها الكساد وتنفق عند الله ليوفيهم بنفاقها أجور أعمالهم ، أو لمدلول ما عد من امتثالهم نحو فعلوا ذلك ليوفيهم أو عاقبة لـ ( يرجون ) . (
ويزيدهم من فضله ) على ما
[ ص: 259 ]
يقابل أعمالهم . (
إنه غفور ) لفرطاتهم . (
شكور ) لطاعاتهم أي مجازيهم عليها ، وهو علة للتوفية والزيادة أو خبر إن و ( يرجون ) حال من واو ( وأنفقوا ) .