سابقوا إلى مغفرة من ربكم [21] أي سابقوا بالأعمال التي
[ ص: 363 ] توجب المغفرة إلى مغفرة من ربكم (
وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : قد تكلم قوم من العلماء في معنى هذا فمنهم من قال : العرض ههنا السعة ومنهم من قال : هو مثل الليل والنهار إذا ذهبا فالله جل وعز أعلم أين يذهبان ، وأجاب بهذا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ومنهم من قال : هذه هي الجنة التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة ، والسماء مؤنثة ذكر ذلك الخليل رحمه الله وغيره من النحويين سوى
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء وبذلك جاء القرآن (
إذا السماء انشقت ) و(
إذا السماء انفطرت ) وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء أنها تؤنث وتذكر وأنشد :
فلو رفع السماء إليه قوما لحقنا بالسماء مع السحاب
وهذا البيت لو كان حجة لحمل على غير هذا ، وهو أن يكون يحمل على تذكير الجميع ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد : أن سماء تكون جمعا لسماوة وأنشد هو وغيره :
سماوة الهلال حتى احقوقفا
ويدل على صحة هذا قوله جل وعز : (
ثم استوى إلى السماء فسواهن )
[ ص: 364 ] وإذا كانت السماء واحدة فتأنيثها كتأنيث عناق ، وتجمع على ستة أوجه منهن جمعان مسلمان ، وجمعان مكسران لأقل العدد ، وجمعان مكسران لأكثره ، وذلك قولك : سماوات وسماآت وأسم وأسمية وسمايا وسمي وإن شئت كسرت السين من سمي ، وقد جاء فيها آخر في الشعر كما قال :
سماء الإله فوق سبع سمائيا
فعلى هذا جمع سماء على سماء وفيه من الأشكال والنحو اللطيف غير شيء ، فمن ذلك أنه شبه سماء برسالة لأن الهاء في رسالة زائدة . ووزن فعال وفعال واحد ، فكان يجب على هذا أن يقول : سمايا فعمل شيئا آخر فجمعها على سماء على الأصل؛ لأن الأصل في خطايا خطاء ثم عمل شيئا ثالثا كان يجب أن يقول : فوق سبع سماء ، فأجرى المعتل مجرى السالم وجعله بمنزلة ما لا ينصرف من السالم ، وزاد الألف للإطلاق . والأرض مؤنثة ، وقد حكي فيها التذكير ، كما قال :
فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : وقد رد قوم هذا ، ورووا "ولا أرض أبقلت إبقالها" بتخفيف الهمزة . قال
ابن كيسان : في قولهم أرضون حركوا هذه الراء لأنهم أرادوا : أرضات فبنوه على ما يجب من الجمع بالألف والتاء ، قال : وجمعوه بالواو
[ ص: 365 ] والنون عوضا من حذف الهاء في واحدة (
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) مبتدأ وخبره أي ذلك الفضل من التوفيق والهداية والثواب فضل الله يؤتيه من يشاء أي يؤتيه إياه من خلقه (
والله ذو الفضل العظيم ) مبتدأ وخبره .