وقوله بالجر عطف على قوله : " من ملك " لأنه في محل الجر بالإضافة ، وفيه التقدير المذكور وهو باب في بيان من ملك من العرب ، وفي ذكر قول الله تعالى : ضرب الله مثلا وفي بعض النسخ : وقول الله تعالى ، قيل : وجه مناسبة الآية للترجمة من جهة أن الله تعالى أطلق العبد المملوك ولم يقيده بكونه عجميا ، فدل على أن لا فرق في ذلك بين العربي والعجمي .
قوله : ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لما نهى الله تعالى المشركين عن ضرب الأمثال بقوله قبل هذه الآية : فلا تضربوا لله الأمثال أي الأشباه والأشكال أن الله يعلم ما يكون قبل أن يكون ، وما هو كائن إلى يوم القيامة علمهم كيف يضرب الأمثال ، فقال مثلكم في إشراككم بالله الأوثان مثل من سوى بين عبد مملوك عاجز عن التصرف وبين حر مالك قد يرزقه الله مالا ويتصرف فيه ، وينفق كيف يشاء ، قوله : عبدا مملوكا إنما ذكر المملوك ليميز بينه وبين الحر ; لأن اسم العبد يقع عليهما إذ هما من عباد الله تعالى ، قوله : لا يقدر على شيء أي لا يملك ما بيده ، وإن كان باقيا معه لأن للسيد انتزاعه منه ، ويخرج منه المكاتب ، والمأذون له ، لأنهما يقدران على التصرف ، فإن قلت : " من " في ومن رزقناه ما هي ؟ قلت : الظاهر أنها موصوفة كأنه قيل : وحرا رزقناه ليطابق عبدا ولا يمتنع أن تكون موصولة ، وإنما قال : هل يستوون بالجمع لأن المعنى هل يستوي الأحرار والعبيد ، فالمراد الشيوع في الجنس لا التخصيص ، ثم قال : الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون إن الحمد لي وجميع النعم مني ، ثم اعلم أن المفسرين اختلفوا في معنى هذه الآية ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك : هذا المثل لله تعالى ومن عبد دونه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : هذا المثل للمؤمن ، والكافر ، فذهب إلى أن العبد المملوك هو الكافر ; لأنه لا ينتفع في الآخرة بشيء من عمله ، قوله : ومن رزقناه منا رزقا حسنا هو المؤمن .