ويوسف هو ابن يعقوب بن عبد الله بن أبي سلمة واسمه دينار التيمي القرشي ، nindex.php?page=showalam&ids=15135والماجشون هو يعقوب وهو بالفارسية تفسيره المورد ، وهو بكسر الجيم وفتحها وضم الشين المعجمة ، وصالح بن إبراهيم يروي عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن ، وإبراهيم بن عبد الرحمن سمع أباه nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه .
والحديث أخرجه أيضا في المغازي عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=17381يعقوب بن إبراهيم ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في المغازي عن nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=17411يوسف بن الماجشون .
قوله بينا أنا قد مر غير مرة أن أصله بين ، فأشبعت الفتحة فصار بينا ، ويضاف إلى جملة ويحتاج إلى جواب فجوابه هو قوله فإذا أنا بغلامين وهما معاذ بن عمرو ومعاذ بن عفراء ، ويجيء ذكرهما عن قريب .
قوله " حديثة أسنانهما " صفة الغلامين ، فلذلك جر لفظ " حديثة " و " أسنانهما " بالرفع لأنه فاعل حديثة .
قوله " بين أضلع " بالضاد المعجمة والعين المهملة أي بين أشد وأقوى منهما أي من الغلامين المذكورين وهو على وزن أفعل من الضلاعة وهي القوة ، يقال : اضطلع بحمله أي قوي عليه ونهض به ، وهذا هكذا رواية الأكثرين .
ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14170الحموي وحده بين أصلح منهما بالصاد والحاء المهملتين ، ونسب nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال هذه الرواية لمسدد شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وقال : خالفه nindex.php?page=showalam&ids=12370إبراهيم بن حمزة عند nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ، nindex.php?page=showalam&ids=13941وموسى بن إسماعيل عند ابن سنجر ، وعفان عند nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة فكلهم رووا أضلع بالضاد المعجمة والعين المهملة ، ورواية ثلاثة حفاظ أولى من رواية واحد خالفهم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : الذي في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أضلع ، ووقع في بعض رواياته أصلح ، والأول الصواب .
قوله " هل تعرف أبا جهل ؟ " هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي فرعون هذه الأمة ، قوله " أخبرت " بضم الهمزة على صيغة المجهول ، قوله " لا يفارق سوادي سواده " يعني لا يفارق شخصي شخصه ، وأصله أن الشخص يرى على البعد أسود .
قوله " الأعجل منا " أي الأقرب أجلا ، وهو كلام مستعمل يفهم منه أن يلازمه ولا يتركه إلى وقوع الموت بأحدهما ، وصدور هذا الكلام في حال الغضب والانزعاج يدل على صحة العقل الوافر والنظر في العواقب ، فإن مقتضى الغضب أن يقول حتى أقتله لكن العاقبة مجهولة .
قوله " فلم أنشب " أي فلم ألبث ، يقال : نشب بعضهم في بعض أي دخل وتعلق ، ونشب في الشيء إذا وقع فيما لا مخلص له منه ، ولم ينشب أن فعل كذا أي لم يلبث ، وحقيقته لم يتعلق بشيء غيره ولا بسواه ، ومادته نون وشين معجمة وباء موحدة .
قوله " يجول في الناس " بالجيم ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " يزول " وهو بمعناه أي يضطرب في المواضع ولا يستقر على حال ، قوله " ألا " للتحضيض والتنبيه ، قوله " فابتدراه " أي سبقاه مسرعين .
قوله " فنظر في السيفين " ليستدل بهما على حقيقة كيفية قتلهما ، فعلم أن ابن الجموح هو المثخن ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15350المهلب : نظره صلى الله تعالى عليه وسلم في السيفين ليرى ما بلغ الدم من سيفيهما ومقدار عمق دخولهما في جسم المقتول ليحكم بالسيف لمن كان في ذلك أبلغ ، ولذلك سألهما أولا : هل مسحتما سيفيكما ؟ لأنهما لو مسحاهما لما بين المراد من ذلك .
قوله " فقال كلاكما قتله " إنما قال ذلك وإن كان أحدهما هو الذي [ ص: 67 ] أثخنه تطييبا لقلب الآخر من حيث إن له مشاركة في القتل ، قوله " سلبه " أي سلب أبي جهل nindex.php?page=showalam&ids=151لمعاذ بن عمرو بن الجموح ، وإنما حكم له مع أنهما اشتركا في القتل لأن القتل الشرعي الذي يتعلق به استحقاق السلب هو الإثخان وهو إنما وجد منه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : إن الأنصاريين ضرباه فأثخناه وبلغا به المبلغ الذي يعلم أنه لا يجوز بقاؤه على تلك الحال إلا قدر ما يطفأ ، فدل قوله " كلاكما قتله " على أن كلا منهما وصل إلى قطع الحشوة وإبانتها ، وبه يعلم أن عمل كل من سيفيهما كعمل الآخر غير أن أحدهما سبق بالضرب فصار في حكم المثبت لجراحه حتى وقعت به ضربة الثاني فاشتركا في القتل إلا أن أحدهما قتله وهو ممتنع والآخر قتله وهو مثبت ، فلذلك قضى بالسلب للسابق إلى إثخانه .
ولما روى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي هذا الحديث قال : فيه دليل على أن السلب لو كان واجبا للقاتل بقتله إياه لكان قد وجب سلبه لهما ولم يكن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ينتزعه من أحدهما فيدفعه إلى الآخر ألا يرى أن الإمام لو قال من قتل قتيلا فله سلبه وقتل رجلان قتيلا أن سلبه لهما نصفان ، وأنه ليس للإمام أن يحرم أحدهما ويدفعه إلى الآخر لأن كل واحد منهما له فيه من الحق مثل ما لصاحبه وهما أولى به من الإمام ، فلما كان للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم في سلب أبي جهل أن يجعله لأحدهما دون الآخر دل ذلك أنه كان أولى به منهما لأنه لم يكن قال يومئذ : nindex.php?page=hadith&LINKID=888668من قتل قتيلا فله سلبه ، وقال أيضا : إن سلب المقتول لا يجب للقاتل بقتله صاحبه إلا أن يجعل الإمام إياه له على ما فيه صلاح المسلمين من التحريض على قتال عدوهم .
قوله " وكانا " أي الغلامان المذكوران من الأنصار معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح ، أما معاذ بن عفراء بفتح العين المهملة وسكون الفاء وبالراء وبالمد ، وهي أمه عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ، وهو معاذ بن الحارث بن رفاعة بن سواد .
هكذا قاله nindex.php?page=showalam&ids=12563محمد بن إسحاق ، وقال ابن هشام : هو معاذ بن الحارث بن عفراء بن سواد بن مالك بن النجار ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة : معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث ، شهد بدرا هو وأخواه عوف ومعوذ بنو عفراء وهم بنو الحارث بن رفاعة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : ولمعاذ بن عفراء رواية عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر ، مات في خلافة علي رضي الله تعالى عنه ، وأما معاذ بن عمرو بن الجموح فالجموح ابن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعيد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج السلمي الخزرجي الأنصاري ، شهد العقبة وبدرا هو وأبوه عمرو وقتل nindex.php?page=showalam&ids=5899عمرو بن الجموح رضي الله عنه يوم أحد .
وذكر ابن هشام عن زياد عن nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق أنه الذي قطع رجل أبي جهل بن هشام وصرعه ، قال : وضرب ابنه عكرمة بن أبي جهل يد معاذ فطرحها ثم ضربه nindex.php?page=showalam&ids=8135معوذ بن عفراء حتى أثبته وتركه وبه رمق ، ثم وقف عليه nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود واحتز رأسه حين أمره رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن يلتمسه في القتلى .
وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : أن ابني عفراء ضرباه حتى برد بالدال أي مات ، وفي رواية : حتى برك بالكاف أي سقط على الأرض ، وكذا في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في باب قتل أبي جهل ، وادعى nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي أنه وهم التبس على بعض الرواة nindex.php?page=showalam&ids=151معاذ بن الجموح بمعاذ بن عفراء .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : ابن الجموح ليس من ولد عفراء ، ومعاذ بن عفراء ممن باشر قتل أبي جهل ، فلعل بعض إخوته حضره أو أعمامه أو يكون الحديث ابن عفراء ، فغلط الراوي فقال ابنا عفراء ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : أصح من هذا حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أن ابن عفراء قتله ، وقال ابن التين : يحتمل أن يكونا أخوين لأم أو يكون بينهما رضاع ، وقال
الداودي : ابنا عفراء سهل وسهيل ، ويقال : معوذ nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ .