قوله : سخرها يعني أرسلها وسلطها عليهم ، والتسخير استعمال الشيء بالاقتدار ، قوله : حسوما فسره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بقوله متتابعة ، وكذا فسره أبو عبيدة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : كاملة لم تفتر عنهم حتى أفنتهم ، وقال عطية : حسوما كأنها حسمت الخبر عن أهلها ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل : قطعا لدابرهم ، والحسم القطع والمنع ، ومنه حسم الرضاع ، وقال النضر بن شميل : حسمهم قطعهم ، وانتصاب حسوما على الحال ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : الحسوم إما جمع حاسم كشهود جمع شاهد ، وإما مصدر كالكفور والشكور ، فإن كان جمعا يكون حالا يعني حاسمة ، وإن كان مصدرا يكون منصوبا بفعل مضمر : أي يحسم حسوما بمعنى يستأصل استئصالا ، أو يكون صفة كقولك : ذات حسوم ، أو يكون مفعولا له : أي سخرها عليهم للاستئصال [ ص: 228 ] قوله : فترى القوم فيها أي في تلك الأيام والليالي ، وقيل : في الريح ، وقيل : في بيوتهم ، قوله : صرعى جمع صريع ، يعني ساقطة ، قوله : كأنهم أعجاز نخل أي جذوع نخل ، وقيل : أصول نخل ، وهو ما يبقى على المكان بعد قطع الجذع ، قوله : خاوية أي ساقطة ، وشبههم بأعجاز نخل لعظم أجسامهم ، قيل : كان طولهم اثني عشر ذراعا .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11988أبو حمزة : طول كل رجل منهم كان سبعين ذراعا ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ثمانين ذراعا ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12861ابن الكلبي : كان أطولهم مائة ذراع ، وأقصرهم ستين ذراعا ، وقال وهب بن منبه : كان رأس أحدهم مثل القبة العظيمة ، وكان عين الرجل تفرخ فيها السباع ، وكذلك مناخرهم ، وقيل : خاوية خالية الأصوات من الحياة ، وقيل : خاوية من الأحشاء ; لأن الريح أخرجت ما في بطونهم .
قوله : فهل ترى لهم من باقية أي من بقية أو من نفس باقية ، وقيل : الباقية مصدر كالعاقبة : أي فهل ترى لهم من بقاء .