أي : هذا باب في بيان فضل إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام كما في قوله تعالى : واتخذ الله إبراهيم خليلا وتمام الآية هو [ ص: 240 ] قوله تعالى : ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا وسبب تسميته خليلا ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير في تفسيره عن بعضهم أنه إنما سماه الله خليلا من أجل أنه أصاب أهل ناحية جدب ، فأرسل إلى خليل له من أهل الموصل ، وقيل : من أهل مصر . ليمتار طعاما لأهله من قبله فلم يصب عنده حاجته ، فلما قرب من أهله مر بمفازة ذات رمال ، فقال : لو ملأت غرائري من هذا الرمل لئلا أغم أهلي برجوعي إليهم بغير ميرة وليظنوا أني أتيتهم بما يحبون ، ففعل ذلك فتحول ما في غرائره من الرمل دقيقا ، فلما صار إلى منزله نام وقام أهله ففتحوا الغرائر فوجدوا دقيقا نقيا فعجنوا منه وخبزوه ، فاستيقظ فسألهم عن الدقيق الذي خبزوا منه ، فقالوا : من الدقيق الذي جئتنا به من عند خليلك ؟ فقال : نعم ، هو من خليلي الله ، فسماه الله تعالى بذلك خليلا ، وقيل : إنما سمي خليلا لشدة محبة ربه عز وجل لما قام له من الطاعة التي يحبها ويرضاها ، وقيل : جاء من طريق nindex.php?page=showalam&ids=401جندب بن عبد الله البجلي nindex.php?page=showalam&ids=13وعبد الله بن عمرو بن العاص nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=942051إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ الله إبراهيم خليلا " .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم بإسناده إلى عبد الله بن عمير قال : كان إبراهيم عليه الصلاة والسلام يضيف الناس فخرج يوما يلتمس إنسانا يضيفه فلم يجد أحدا يضيفه فرجع إلى داره فوجد فيها رجلا قائما ، فقال : يا عبد الله ما أدخلك داري بغير إذني ؟ فقال : دخلتها بإذن ربها ، قال : ومن أنت ؟ قال : ملك الموت ، أرسلني ربي إلى عبد من عباده أبشره بأن الله قد اتخذه خليلا ، قال : من هو ؟ فوالله إن أخبرتني به ثم كان بأقصى البلاد لأتيته ثم لا أبرح له جارا حتى يفرق بيننا الموت ، قال : ذلك العبد أنت ، قال : نعم ، قال : فبم اتخذني ربي خليلا ؟ قال : إنك تعطي الناس ولا تسألهم .
واختلفوا في نسبه ، فقيل : إنه إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروح بن راعو بن فالح بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح صلى الله عليه وسلم .
حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن أشياخه وقد أسقط ذكر قينان من عمود النسب بسبب أنه كان ساحرا ، وقيل : إبراهيم بن تارخ بن أسوع بن أرغو بن فالغ بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح صلى الله عليه وسلم . وقيل : إبراهيم بن آزر بن الناجر بن سارغ بن والغ بن القاسم الذي قسم الأرض ابن عبير بن شالخ بن واقد بن فالخ وهو سام . وقيل : آزر بن صاروج بن راغو بن فالغ بن أرفخشذ .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي : كان اسم أب إبراهيم الذي سماه أبوه تارخ ، فلما صار مع نمرود قيما على خزانة آلهته سماه آزر ، وقيل : آزر اسم صنم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : إنه لقب له عيب به ومعناه معوج ، وقيل : هو بالقبطية الشيخ الهرم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري : آزر اسم أعجمي ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13898البلاذري عن الشرفي بن القطامي : إن معنى آزر السيد المعين .
وقال وهب : اسم أم إبراهيم نونا بنت كرنبا من بني سام بن نوح .
وقال هشام : لم يكن بين نوح وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام إلا هود وصالح عليهما الصلاة والسلام ، وكان بين إبراهيم وهود ستمائة سنة وثلاثون سنة ، وبين نوح وإبراهيم ألف ومائة وثلاثة وأربعون سنة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي : وكان بين مولد إبراهيم وبين الطوفان ألف سنة ومائتا سنة وثلاث وستون سنة ، وذلك بعد خلق آدم بثلاثة آلاف سنة وثلاثمائة سنة وسبع وثلاثين سنة ، وكان مولد إبراهيم في زمن نمرود بن كنعان لعنه الله تعالى ، ولكن اختلفوا في أي مكان ولد ، فقيل : ببابل من أرض السواد مدينة نمرود . قاله nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : بكوثا محلة بكوفة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : بالسوس ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : بين البصرة والكوفة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس : بكسكر ثم نقله أبوه إلى كوثا ، وعن وهب : بحران . والصحيح الأول .
وقال محمد بن سعد في الطبقات : كنية إبراهيم أبو الأضياف ، وقد سماه الله بأسماء كثيرة ، منها : الأواه ، والحليم ، والمنيب .
قال الله تعالى : إن إبراهيم لحليم أواه منيب ومنها الحنيف وهو المائل إلى الدين الحق ، ومنها القانت والشاكر إلى غير ذلك .
قلت : هذه أوصاف له في الحقيقة ، ومات إبراهيم وعمره مائتي سنة وهو الأصح ، ويقال : مائة وخمسة وسبعون سنة . قاله nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل : مائة وتسعون سنة ودفن بالمغارة التي في جبرون وهي الآن تسمى بمدينة الخليل ، ومعنى إبراهيم أب رحيم لرحمته الأطفال ، ولذلك جعل هو وسارة كافلين لأطفال المؤمنين الذين يموتون إلى يوم القيامة ، وسيأتي عن قريب ، وقال الجواليقي : إبراهيم وإبرهم وإبراهم وإبراهام .