أي هذا باب في بيان حجة الوداع، يجوز فتح الحاء وكسرها، وكذلك كسر الواو وفتحها، وإنما سميت حجة الوداع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ودع الناس فيها، ولم يحج بعدها، وسميت أيضا حجة الإسلام؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يحج من المدينة غيرها، ولكن حج قبل الهجرة مرات قبل النبوة وبعدها.
وقد قيل: إن فريضة الحج نزلت عامئذ، وقيل: سنة تسع، وقيل: قبل الهجرة، وهو غريب، وسميت حجة البلاغ أيضا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بلغ الناس فيها شرع الله في الحج قولا وفعلا، ولم يكن بقي من دعائم الإسلام وقواعده إلا وقد بلغه صلى الله عليه وسلم، وسميت أيضا حجة التمام والكمال، وحجة الوداع أشهر.