ف " قول " مجرور لأنه معطوف على الذي أضيف إليه الباب، فالمضاف إليه مجرور والمعطوف عليه كذلك، والتقدير باب قول النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما استعمل هذا في الترجمة لوجهين أحدهما لكونها متقاصرة عن شرطه أخرجه ههنا معلقا ولم يسنده في هذا الكتاب، وإنما أخرجه موصولا في كتاب الأدب المفرد والآخر لدلالة معناه على معنى الترجمة، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل وغيره موصولا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12563محمد بن إسحاق عن nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما، وإسناده حسن، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث عثمان بن أبي عاتكة عن علي بن يزيد عن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم عن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة بنحوه، ومن حديث عفير بن معدان عن سليم بن عامر عنه، وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في مسنده، وطرق هذا عن سبعة من الصحابة رضي الله عنهم.
قوله " أحب الدين " كلام إضافي مبتدأ بمعنى المحبوبة لا بمعنى المحب وخبره قوله " الحنيفية "، والمراد الملة الحنيفية، فإن قيل: التطابق بين المبتدأ والخبر شرط، والمبتدأ ههنا مذكر والخبر مؤنث. قلت: كأن الحنيفية غلب عليها الاسمية حتى صارت علما، أو أن أفعل التفضيل المضاف لقصد الزيادة على من أضيف إليه يجوز فيه الإفراد والمطابقة لمن هو له. فإن قلت: فيلزم أن تكون الملة دينا وأن تكون سائر الأديان أيضا محبوبا إلى الله تعالى، وهما باطلان إذ المفهوم من الملة غير المفهوم من الدين وسائر الأديان منسوخة. قلت: قال الكرماني: اللازم الأول قد يلتزم، وأما الثاني فموقوف على تفسير المحبة أو المراد بالدين الطاعة أي أحب الطاعات هي السمحة. قلت: لا يخلو الألف واللام في الدين أن يكون للجنس أو للعهد، فإن كان للجنس فالمعنى أحب الأديان إلى الله الحنيفية، والمراد بالأديان الشرائع الماضية قبل أن تبدل وتنسخ، وإن كان للعهد فالمعنى أحب الدين المعهود وهو دين الإسلام، ولكن التقدير أحب خصال الدين، وخصال الدين كلها محبوبة ولكن ما كان منها سمحا سهلا فهو أحب إلى الله تعالى، ويدل عليه ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده بسند صحيح من حديث أعرابي لم يسمه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( nindex.php?page=hadith&LINKID=930461خير دينكم أيسره )، والمراد بالملة الحنيفية الملة الإبراهيمية عليه الصلاة والسلام مقتبسا من قوله تعالى: ملة إبراهيم حنيفا والحنيف عند العرب من كان على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ثم سموا من اختتن وحج البيت حنيفا، والحنيف المائل عن الباطل إلى الحق، وسمي إبراهيم عليه الصلاة والسلام حنيفا لأنه مال عن عبادة الأوثان; قوله " السمحة " بالرفع صفة الحنيفية ومعناها السهلة، والمسامحة هي المساهلة، والملة السمحة التي لا حرج فيها ولا تضييق فيها على الناس وهي ملة الإسلام.