أشار به إلى قوله تعالى : وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض الآية ، وفسر قوله وقضينا إلى بني إسرائيل بقوله : أخبرناهم ، وكذا فسره أبو عبيدة ، ويقال : معناه أعلمناهم إعلاما قاطعا ، قوله : "والقضاء على وجوه" أشار بهذا إلى أن لفظ القضاء يأتي لمعان كثيرة ، وذكر منها ثلاثة : الأول : أن القضاء بمعنى الأمر كما في قوله تعالى وقضى ربك أي أمر ، الثاني : أنه بمعنى الحكم في قوله تعالى إن ربك يقضي بينهم أي يحكم ، الثالث : أنه بمعنى الخلق كما في قوله فقضاهن سبع سماوات أي خلقهن ، وفي بعض النسخ : بعد سبع سماوات خلقهن .
[ ص: 20 ] يعني حقا لم يفعل ما أمره ، والسادس عشر : العهد كما في قوله تعالى إذ قضينا إلى موسى الأمر والسابع عشر : الدفع كما في قولهم : قضى دينه ، أي دفع ما لغريمه عليه بالأداء ، والثامن عشر : الختم والإتمام كما في قوله تعالى ثم قضى أجلا وقال الأزهري : قضى في اللغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه .