4 (قال nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب وأخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة بن عبد الرحمن أن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنه قال: وهو يحدث، عن فترة الوحي فقال في حديثه: بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت فقلت: زملوني زملوني فأنزل الله تعالى: يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر فحمي الوحي وتتابع .
[ ص: 65 ] nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري، وقد مر nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة بفتحتين اسمه عبد الله أو إسماعيل أو اسمه كنيته ابن عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرة بالجنة القرشي الزهري المدني التابعي الإمام الجليل المتفق على إمامته وجلالته وثقته، وهو أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال، سمع جماعة من الصحابة والتابعين، وعنه خلائق من التابعين منهم nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي فمن بعدهم.
وتزوج أبوه تماضر بضم التاء المثناة من فوق وكسر المعجمة بنت الأصبع بفتح الهمزة وسكون المهملة وفي آخره عين غير معجمة وهي الكلبية من أهل دومة الجندل، ولم تلد لعبد الرحمن غير أبي سلمة; توفي بالمدينة سنة أربع وتسعين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة في خلافة الوليد.
nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بالمهملة والراء ابن عمرو بن سواد بتخفيف الواو ابن سلمة بكسر اللام ابن سعد بن علي بن أسد بن ساردة ابن تريد بالتاء المثناة من فوق ابن جشم بضم الجيم وفتح الشين المعجمة ابن الخزرج الأنصاري السلمي بفتح السين واللام، وحكي في لغة كسرها، المدني أبو عبد الله أو عبد الرحمن أو أبو محمد أحد الستة المكثرين، روي له عن النبي صلى الله عليه وسلم ألف حديث وخمسمائة حديث وأربعون حديثا، أخرجا له مائتي حديث وعشرة أحاديث اتفقا منها على ثمانية وخمسين، وانفرد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بستة وعشرين، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم بمائة وستة وعشرين.
وأمه نسيبة بنت عقبة بن عدي، مات بعد أن عمي سنة ثمان أو ثلاث أو أربع أو تسع وسبعين، وقيل: سنة ثلاث وستين، وكان عمره أربعا وتسعين سنة، وصلى عليه nindex.php?page=showalam&ids=11795أبان بن عثمان والي المدينة وهو آخر الصحابة موتا بالمدينة.
nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله في الصحابة ثلاثة: nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله هذا، وجابر بن عبد الله بن رباب بن النعمان بن سنان، وجابر بن عبد الله الراسبي نزيل البصرة.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=36جابر في الصحابة فأربعة وعشرون نفرا.
nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله في غير الصحابة خمسة:
الأول: سلمي، يروي عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار.
الثاني: محاربي، عنه nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي.
الثالث: غطفاني، يروي عن عبد الله بن الحسن العلوي.
الرابع: مصري، عنه nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى.
الخامس: يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري وكان كذابا.
وجابر يشتبه بجاثر بالثاء المثلثة موضع الباء الموحدة، وبخاتر بالخاء المعجمة ثم ألف ثم تاء مثناة من فوق ثم راء، فالأول أبو القبيلة التي بعث الله منها صالحا عليه الصلاة والسلام، وهو ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وأخوه جديس بن جاثر. والثاني: معنا له أخبار وحكايات مشهورة.
(حكم الحديث) قال الكرماني : مثل هذا; أي ما لم يذكر من أول الإسناد واحدا أو أكثر يسمى تعليقا ولا يذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلا إذا كان مسندا عنده إما بالإسناد المتقدم; كأنه قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17296يحيى بن بكير، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث، عن nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل أنه قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب: أو بإسناد آخر. وقد ترك الإسناد هاهنا لغرض من الأغراض المتعلقة بالتعليق لكون الحديث معروفا من جهة الثقات أو لكونه مذكورا في موضع آخر أو نحوه.
قال بعضهم: وأخطأ من زعم أن هذا معلق، قلت: يعرض بذلك للكرماني، ولا معنى للتعريض لأن الحديث صورته في الظاهر من التعليق وإن كان مسندا عنده في موضع آخر فإنه أخرجه أيضا في الأدب وفي التفسير أتم من هذا، وأوله: " عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير، قال: سألت nindex.php?page=showalam&ids=12031أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن، قال: يا أيها المدثر قلت: يقولون اقرأ باسم ربك الذي خلق فقال nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة: سألت nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن ذلك، قلت له مثل الذي قلت، فقال nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=657241جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري.. "، ثم ذكر نحوه.
وقال في التفسير: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17296يحيى بن بكير، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث، عن nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، (ح) وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، أخبرني.. فذكره.
(ومن لطائف إسناده) أن كلهم مدنيون، وفيه تابعي عن تابعي، فإن قلت: لم قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ولم يقل: وروى أو وعن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ونحو ذلك؟ قلت: قالوا: إذا كان الحديث ضعيفا لا يقال فيه قال لأنه من صيغ الجزم، بل يقال حكى أو قيل أو يقال بصيغة التمريض.
وقد اعتنى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بهذا الفرق في صحيحه كما سترى وذلك من غاية إتقانه، فإن قيل: ما كان مراده من إخراجه بهذه الصورة مع أنه أخرجه مسندا في صحيحه في موضع آخر؟ قلت: لعله وضعه على هذه الصورة قبل أن وقف عليه مسندا، فلما وقف عليه مسندا ذكره وترك الأول على حاله لعدم خلوه عن فائدة.
[ ص: 66 ] (بيان اللغات) قوله "عن فترة الوحي" وهو احتباسه، وقد مر الكلام فيه مستوفى، قوله "على كرسي" هو بضم الكاف وكسرها والضم أفصح وجمعه كراسي بتشديد الياء وتخفيفها، قال nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت: كل ما كان من هذا النحو مفرده مشدد كعارية وسرية جاز في جمعه التشديد والتخفيف.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي في تفسيره: أصل الكرسي العلم، ومنه قيل لصحيفة يكون فيها علم كراسة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: الكرسي ما يجلس عليه ولا يفضل عن مقعد القاعد، وفي العباب: الكرسي من قولهم كرس الرجل بالكسر إذا ازدحم علمه على قلبه، فإن قلت: ما هذه الياء فيه؟ قلت: ليست ياء النسبة وإنما هو موضوع على هذه الصيغة، فإذا أريد النسبة إليه تحذف الياء منه ويؤتى بياء النسبة، فيقال: كرسي أيضا، فافهم.
قوله " فرعبت منه " بضم الراء وكسر العين على ما لم يسم فاعله، ورواية nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي بفتح الراء وبضم العين وهما صحيحان حكاهما nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري وغيره، قال يعقوب: رعب ورعب، واقتصر النووي في شرحه الذي لم يكمله على الأول، وقال بعضهم: الرواية بضم العين واللغة بفتحها، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14486السفاقسي والرعب الخوف، يقال: رعبته فهو مرعوب إذا أفزعته، ولا يقال: أرعبته. تقول: رعب الرجل على وزن فعل كضرب بمعنى خوفه هذا إذا عديته، فإن ضممت العين قلت: رعبت منه، وإن بنيته على ما لم يسم فاعله ضممت الراء، فقلت: رعبت منه.
وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التفسير nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم هنا: "فجئثت منه" بضم الجيم وكسر الهمزة وسكون الثاء المثلثة; من جئث الرجل أي أفزع فهو مجؤوث أي مذعور، ومادته جيم ثم همزة ثم ثاء مثلثة، قال القاضي: كذا هو للكافة في الصحيحين، وروي "فجثثت" بضم الجيم وكسر الثاء المثلثة الأولى وسكون الثانية وهو بمعنى الأول، ومادته جيم ثم ثاآن مثلثتان.
وفي بعض الروايات "حتى هويت إلى الأرض" أي سقطت، أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وهو بفتح الواو، وفي بعضها " فأخذتني رجفة "، وهي كثرة الاضطراب.
قوله " زملوني " في أكثر الأصول: " زملوني زملوني " مرتين، وفي رواية كريمة مرة واحدة، nindex.php?page=showalam&ids=12070وللبخاري في التفسير nindex.php?page=showalam&ids=17080ولمسلم أيضا " دثروني " وهو هو كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
قوله يا أيها المدثر أصله المتدثر، وكذلك المزمل أصله المتزمل، والمدثر والمزمل والمتلفف والمشتمل بمعنى، وسماه الله تعالى بذلك إيناسا له وتلطفا، ثم الجمهور على أن معناه المتدثر بثيابه. وحكى nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة أن معناه المتدثر بالنبوة وأعبائها.
قوله " قم فأنذر " أي حذر العذاب من لم يؤمن بالله، وفيه دلالة على أنه أمر بالإنذار عقيب نزول الوحي للإتيان بالفاء التعقيبية، فإن قلت: النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بشيرا ونذيرا، فكيف أمر بالإنذار دون البشارة؟ قلت: البشارة إنما تكون لمن دخل في الإسلام ولم يكن إذ ذاك من دخل فيه.
قوله وربك فكبر أي عظمه ونزهه عما لا يليق به، وقيل: أراد به تكبيرة الافتتاح للصلاة وفيه نظر، قوله وثيابك فطهر أي من النجاسات على مذهب الفقهاء، وقيل: أي فقصر، وقيل المراد بالثياب النفس أي طهرها من كل نقص أي اجتنب النقائص.
وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم التصريح به، وفي التفسير عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة التصريح به، وقيل: الشرك، وقيل: الذنب، وقيل: الظلم، وأصل الرجز في اللغة العذاب، ويسمى عبادة الأوثان وغيرها من أنواع الكفر رجزا لأنه سبب العذاب.
قوله " فحمي " بفتح الحاء وكسر الميم معناه كثر نزوله من قولهم حميت النار والشمس أي كثرت حرارتها، ومنه قولهم: حمي الوطيس، والوطيس التنور استعير للحرب.
قوله " وتتابع " تفاعل من التتابع، قالت الشراح كلهم: ومعناهما واحد، فأكد أحدهما بالآخر، قلت: ليس معناهما واحدا فإن معنى حمي النهار اشتد حره، ومعنى تتابع تواتر، وأراد بحمي الوحي اشتداده وهجومه، وبقوله " تتابع " تواتره وعدم انقطاعه، وإنما لم يكتف بحمي وحده لأنه لا يستلزم الاستمرار والدوام والتواتر; فلذلك زاد قوله " وتتابع " فافهم، فإنه من الأسرار الربانية والأفكار الرحمانية، ويؤيد ما ذكرنا رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني، وتواتر موضع وتتابع، والتواتر مجيء الشيء يتلو بعضه بعضا من غير خلل، ولقد أبعد من قال: " وتتابع " توكيد معنوي لأن التأكيد المعنوي له ألفاظ مخصوصة كما عرف في موضعه، فإن قال: ما أردت به التأكيد الاصطلاحي، يقال له: هذا إنما يكون بين لفظين معناهما واحد، وقد بينا المغايرة بين حمي وتتابع، والرجوع إلى الحق من جملة الدين.
(بيان الإعراب) قوله " قال nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب " فعل وفاعل، قوله " وأخبرني " معطوف على محذوف هو مقول القول تقديره: قال nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بكذا وأخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة بكذا، فلأجل قصده بيان الإخبار عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير [ ص: 67 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن أتى بواو العطف وإلا فمقول القول لا يكون بالواو ونحوه فافهم، قوله " أن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله " بفتح أن لأنها في محل النصب على المفعولية: قوله " وهو يحدث " جملة اسمية وقعت حالا أي قال في حالة التحديث عن احتباس الوحي عن النزول أو قال nindex.php?page=showalam&ids=36جابر في حالة التحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله " بينا " أصله بين بلا ألف فأشبعت الفتحة فصارت ألفا ويزاد عليها ما فيصير بينما ومعناهما واحد وهو من الظروف الزمانية اللازمة للإضافة إلى الجملة الاسمية، والعامل فيه الجواب إذا كان مجردا من كلمة المفاجأة وإلا فمعنى المفاجأة المتضمنة هي إياها ويحتاج إلى جواب يتم به المعنى، وقيل: اقتضى جوابا لأنها ظرف يتضمن المجازاة والأفصح في جوابه إذ وإذا خلافا nindex.php?page=showalam&ids=13721للأصمعي، والمعنى أن في أثناء أوقات المشي فاجأني السماع.
قوله " إذ سمعت " جواب بينا على ما ذكرنا.
قوله " فإذا الملك " كلمة إذا هاهنا للمفاجأة وهي تختص بالجمل الاسمية ولا تحتاج إلى الجواب ولا يقع في الابتداء ومعناها الحال لا الاستقبال; نحو: خرجت فإذا الأسد بالباب، وهي حرف عند nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش، واختاره ابن مالك. وظرف مكان عند nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد، واختاره ابن عصفور. وظرف زمان عند nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج، واختاره nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري.
فإن قلت: ما الفاء في " فإذا "، قلت: زائدة لازمة عند الفارسي والمازني وجماعة، وعاطفة عند أبي الفتح، وللسببية المحضة عند أبي إسحاق.
قال أهل اللغة: العرش السرير، فإن قلت: وجه الرفع ظاهر لأنه خبر عن الملك الذي هو مبتدأ وقوله الذي جاءني بحراء صفته، فما وجه النصب؟ قلت: على الجملة الحالية من الملك، " فإن قلت " إذا نصب جالسا على الحال فماذا يكون خبر المبتدأ وقد قلت إن إذا المفاجئة تختص بالاسمية، قلت: حينئذ يكون الخبر محذوفا مقدرا ويكون التقدير فإذا الملك الذي جاءني بحراء شاهدته حال كونه جالسا على كرسي أو نحو ذلك.
قوله " بين السماء والأرض " ظرف ولكنه في محل الجر لأنه صفة لكرسي، والفاء في " فرعبت " تصلح للسببية، وكذا في " فرجعت " لأن رؤية الملك على هذه الحالة سبب لرعبه ورعبه سبب لرجوعه، والفاء في " فقلت " وفي " فأنزل الله " على أصلها للتعقيب.
قوله " وربك " منصوب بقوله فكبر وثيابك بقوله فطهر والرجز بقوله فاهجر فإن قلت: ما الفاآت في الآية؟ قلت: الفاء في فأنذر تعقيبية وبقية الفاآت كالفاء في قوله تعالى بل الله فاعبد فقيل: جواب لا ما مقدرة، وقيل: زائدة وإليه مال الفارسي، وعند الأكثرين عاطفة، والأصل تنبه فاعبد الله، ثم حذف تنبه وقدم المنصوب على الفاء إصلاحا للفظ لئلا تقع الفاء صدرا، قوله " فحمي الفاء فيه عاطفة، والتقدير: فبعد إنزال الله هذه الآية حمي الوحي.
(استنباط الفوائد) منها الدلالة على وجود الملائكة ردا على زنادقة الفلاسفة، ومنها إظهار قدرة الله تعالى إذ جعل الهواء للملائكة يتصرفون فيه كيف شاؤوا كما جعل الأرض لبني آدم يتصرفون فيها كيف شاؤوا فهو ممسكهما بقدرته، ومنها أنه عبر بقوله " فحمي " تتميما للتمثيل الذي مثلت به nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أولا وهو كونها جعلت الرؤيا كمثل فلق الصبح، فإن الضوء لا يشتد إلا مع قوة الحر، وألحق ذلك بتتابع لئلا يقع التمثيل بالشمس من كل الجهات لأن الشمس يلحقها الأفول والكسوف ونحوهما وشمس الشريعة باقية على حالها لا يلحقها نقص.
وتابعه nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح، وتابعه هلال بن رداد عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، وقال يونس: nindex.php?page=showalam&ids=17124ومعمر بوادره تابعه فعل ومفعول، وعبد الله فاعله والضمير يرجع إلى nindex.php?page=showalam&ids=17296يحيى بن بكير شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري المذكور في أول الحديث المذكور آنفا، وقوله " nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح " عطف على nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف وهو أيضا تابع nindex.php?page=showalam&ids=17296يحيى بن بكير.
والحاصل أن nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف وأبا صالحا تابعا nindex.php?page=showalam&ids=17296يحيى بن بكير في الرواية عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد، فرواه عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث ثلاثة: nindex.php?page=showalam&ids=17296يحيى بن بكير، وعبد الله بن يوسف، nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح.
أما متابعة nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف ليحيى بن بكير في روايته عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد فأخرجها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التفسير والأدب، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الإيمان عن nindex.php?page=showalam&ids=16957محمد بن رافع عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق به، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي في التفسير عن عبد الله بن حميد عن عبد الرازق به، وقال: حسن صحيح. وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في التفسير أيضا عن محمود بن خالد عن عمر بن عبد الواحد عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي به، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16957محمد بن رافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب به.
وأما رواية nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بهذا الحديث [ ص: 68 ] فأخرجها يعقوب بن سفيان في تاريخه عنه مقرونا بيحيى بن بكير، قوله " وتابعه هلال بن رداد " أي تابع nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل بن خالد هلال بن رداد عن nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن مسلم الزهري، فإن قلت: كيف أعيد الضمير المنصوب في " وتابعه " إلى nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل، وربما يتوهم أنه عائد إلى nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح أو إلى nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف لكونهما قريبين منه، قلت: قوله " عند nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري " هو الذي عين عود الضمير إلى عقيل ودفع التوهم المذكور لأن الذي روى عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري في الحديث المذكور هو nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل، والحاصل أن هلال بن رداد روى الحديث المذكور عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل بن خالد عنه، وحديثه في الزهريات للذهلي، وهذا أول موضع جاء فيه ذكر المتابعة.
والفرق بين المتابعتين أن المتابعة الأولى أقوى لأنها متابعة تامة والمتابعة الثانية أدنى من الأولى لأنها متابعة ناقصة، فإذا كان أحد الراويين رفيقا للآخر من أول الإسناد إلى آخره تسمى بالمتابعة التامة وإذا كان رفيقا له لا من الأول يسمى بالمتابعة الناقصة، ثم النوعان ربما يسمى المتابع عليه فيهما وربما لا يسمى، ففي المتابعة الأولى لم يسم المتابع عليه وهو nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث، وفي الثانية يسمى المتابع عليه وهو nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، فقد وقع في هذا الحديث المتابعة التامة والمتابعة الناقصة ولم يسم المتابع عليه في الأولى وسماه في الثانية على ما لا يخفى، وقال النووي: ومما يحتاج إليه المعتني بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري.
(فائدة ننبه عليها) وهي أنه تارة يقول: تابعه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، وتارة يقول: تابعه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ولا يزيد، فإذا قال: nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، فهذا ظاهر. وأما إذا اقتصر على تابعه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك فلا يعرف لمن المتابعة إلا من يعرف طبقات الرواة ومراتبهم، وقال الكرماني: فعلى هذا لا يعلم أن عبد الله يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث أو عن غيره، قلت: الطريقة في هذا أن تنظر طبقة المتابع بكسر الباء فتجعله متابعا لمن هو في طبقته بحيث يكون صالحا لذلك، ألا ترى كيف لم يسم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري المتابع عليه في المتابعة الأولى وسماه في الثانية؟ فافهم.
قوله " وقال يونس nindex.php?page=showalam&ids=17124ومعمر: بوادره " مراده أن أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري اختلفوا في هذه اللفظة، فروى nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري في الحديث " يرجف فؤاده "، كما مضى وتابعه على هذه اللفظة هلال بن رداد، وخالفه يونس nindex.php?page=showalam&ids=17124ومعمر فروى عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري: يرجف فؤاده.
(بيان رجاله) وهم ستة:
الأول: nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف التنيسي شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وقد ذكر.
الثاني: أبو صالح، قال أكثر الشراح: هو عبد الغفار بن داود بن مهران بن زياد بن داود بن ربيعة بن سليمان بن عمير البكري الحراني، ولد بإفريقية سنة أربعين ومائة وخرج به أبوه وهو طفل إلى البصرة وكانت أمه من أهلها فنشأ بها وتفقه وسمع الحديث من nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة، ثم رجع إلى مصر مع أبيه وسمع من nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد nindex.php?page=showalam&ids=16457وابن لهيعة وغيرهما، وسمع بالشام nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش وبالجزيرة nindex.php?page=showalam&ids=17171موسى بن أعين، واستوطن مصر وحدث بها وكان يكره أن يقال له الحراني، وإنما قيل له الحراني لأن أخويه عبد الله وعبد الرحمن ولدا بها ولم يزالا بها، وحران مدينة بالجزيرة من ديار بكر واليوم خراب، سميت بحران بن آزر أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري، وروى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود عن رجل عنه، وخرج له nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، ومات بمصر سنة أربع وعشرين ومائتين.
وقال بعضهم: هذا وهم، وإنما هو nindex.php?page=showalam&ids=16442أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث المصري ولم يتبين لي وجهه في الترجيح لأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري روى عن كليهما.
الثالث: هلال بن رداد براء ثم دالين مهملتين الأولى منهما مشددة، وهو طائي حمصي أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا متابعة لعقيل، وليس له ذكر في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلا في هذا الموضع، ولم يخرج له باقي الكتب الستة، روى عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري وعنه ابنه أبو القاسم محمد، قال الذهلي: كان كاتبا لهشام ولم يذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تاريخه ولا nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في كتابه، وإنما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ثم ولده محمدا إذ ليس له ذكر في الكتب الستة، قال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم: هلال بن رداد مجهول، ولم يذكره nindex.php?page=showalam&ids=15094الكلاباذي في رجال الصحيح رأسا.
الرابع: nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن مسلم الزهري، وقد مر ذكره.
الخامس: nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد بن مشكان بن أبي النجاد بكسر النون الأيلي بفتح الهمزة وسكون الياء آخر الحروف القرشي، مولى nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان، سمع خلقا من التابعين; منهم: nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة، وسالم، nindex.php?page=showalam&ids=17191ونافع، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري، وغيرهم. وعنه الأعلام: nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم وهو تابعي، فهذا من رواية الأكابر عن الأصاغر، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث، وخلق.
مات سنة تسع وخمسين ومائة بمصر، روى له الجماعة، وفي يونس ستة أوجه: ضم النون، وكسرها، وفتحها مع الهمزة، وتركها، والضم بلا همزة أفصح.
السادس: أبو عروة معمر بن أبي عمرو بن راشد الأزدي الحراني مولاهم عالم اليمن شهد جنازة [ ص: 69 ] nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري وسمع خلقا من التابعين منهم nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار وأيوب nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، وعنه جماعة من التابعين; منهم: nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار، nindex.php?page=showalam&ids=11813وأبو إسحاق السبيعي، nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب، nindex.php?page=showalam&ids=17298ويحيى بن أبي كثير. وهذا من رواية الأكابر عن الأصاغر، قال nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق: سمعت منه عشرة آلاف حديث، مات باليمن سنة أربع أو ثلاث أو اثنتين وخمسين ومائة عن ثمان وخمسين سنة، وله أوهام كثيرة احتملت له، قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم: صالح الحديث، وما حدث به بالبصرة ففيه أغاليط، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين في رواية عن ثابت nindex.php?page=showalam&ids=17124ومعمر بفتح الميمين وسكون العين، وليس في الصحيحين معمر بن راشد غير هذا بل ليس فيهما من اسمه nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر غيره، نعم في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري معمر بن يحيى بن سام الضبي، وقيل: إنه بتشديد الميم روى له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حديثا واحدا في الغسل، وفي الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ثلاثة عشر، وفي الرواة: nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر في الكتب الأربعة ستة، وفيها nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر بالتشديد بخلف خمسة، وفي غيرها خلق. معمر بن بكار شيخ لمطين في حديثه وهم، ومعمر بن أبي سرح مجهول، ومعمر بن الحسن الهذلي مجهول وحديثه منكر، ومعمر بن زائدة لا يتابع على حديثه، ومعمر بن زيد مجهول، ومعمر بن أبي سرح مجهول، ومعمر بن عبد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة لا يتابع على حديثه، والله أعلم.
(فائدة) nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح في الرواة في مجموع الكتب الستة أربعة عشر: أبو صالح عبد الغفار، nindex.php?page=showalam&ids=16442أبو صالح عبد الله بن صالح. وقد ذكرناهما، أبو صالح الأشعري الشامي، أبو صالح الأشعري أيضا، ويقال: الأنصاري، أبو صالح الحارثي، أبو صالح الحنفي، اسمه عبد الرحمن بن قيس، ويقال: إنه ماهان، أبو صالح الحوري، لا يعرف اسمه، nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح السمان، اسمه ذكوان، أبو صالح الغفاري سعيد بن عبد الرحمن، أبو صالح المكي محمد بن زنبور، روى عن nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس، أبو صالح مولى طلحة بن عبد الله القرشي التيمي، أبو صالح مولى عثمان بن عفان، أبو صالح مولى ضباعة اسمه مينا، أبو صالح مولى أم هانئ اسمه باذان، وكلهم تابعيون خلا nindex.php?page=showalam&ids=13192ابن زنبور وكاتب nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث، وبعضهم عد الأخير صحابيا، وله حديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان في مسنده، وليس في الصحابة على تقدير صحته من يكنى بهذه الكنية غيره، وأما في غير الكتب الستة فإنهم جماعة فوق العشرة بينهم nindex.php?page=showalam&ids=14347الرامهرمزي في فاصله.
قوله " بوادره " بفتح الباء الموحدة جمع بادرة وهي اللحمة التي بين المنكب والعنق تضطرب عند فزع الإنسان، وقال أبو عبيدة: تكون من الإنسان وغيره، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: الفريصة اللحمة التي بين الجنب والكتف التي لا تزال ترتعد من الدابة وجمعها فرائص.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده في المخصص: البادرتان من الإنسان لحمتان فوق الرغثاوين وأسفل التندوة، وقيل: هما جانبا الكركرة، وقيل: هما عرقان يكتنفانها، قال: والبادرة من الإنسان وغيره، وقال الهجري في أماليه: ليست للشاة بادرة ومكانها مردغة للشاة، وهما الأرتبان تحت صليفي العنق لا عظم فيهما، وادعى nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي أن البوادر والفؤاد واحد، قلت: الرغثاوان بضم الراء وسكون الغين المعجمة بعدها ثاء مثلثة، قال الليث: الرغثاوان مضيفتان بين التندوة والمنكب بجانبي الصدر، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر: الرغثاء ما بين الإبط إلى أسفل الثدي مما يلي الإبط وكذلك قاله nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي، قوله "مردغة" بفتح الميم وسكون الراء وفتح الدال المهملة والغين المعجمة، وهي واحدة المرادغ، قال أبو عمر: وهي ما بين العنق إلى الترقوة.
قوله " صليفي العنق " بفتح الصاد المهملة وكسر اللام وبالفاء، قال أبو زيد: الصليفان رأسا الفقرة التي تلي الرأس من شقيهما.