أي: هذا باب في بيان الإثمد بكسر الهمزة وسكون الثاء المثلثة وكسر الميم وبالدال المهملة، وحكي ضم الهمزة وهو حجر يكتحل به. وفي المحكم هو حجر يتخذ منه الكحل، وقيل: هو نفس الكحل وقد عطف nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري الكحل على الإثمد فدل على أن الكحل غير الإثمد. والإثمد هو حجر معروف يكتحل به بعد صحنه كما ينبغي، والكحل أعم من الإثمد ومن غيره، فعلى هذا يكون من باب عطف العام على الخاص.
قوله: "من الرمد" أي: من علة الرمد، وكلمة من تعليلية، والرمد بفتحتين ورم حار يعرض في الطبقة الملتحمة من العين وهو بياضها الظاهر، وسببه انصباب أحد الأخلاط أو أبخرة [ ص: 246 ] تصعد من المعدة إلى الدماغ، فإن اندفع إلى الخياشيم أحدث الزكام، أو إلى العين أحدث الرمد، أو إلى اللهات والمنخزين أحدث الخنان بالخاء المعجمة والنون، أو إلى الصدر أحدث النزلة، أو إلى القلب أحدث الشوصة، وإن لم ينحدر وطلب نفاذا ولم يجد أحدث الصداع.