أي : هذا باب في بيان قول المحدث حدثنا وأخبرنا وأنبأنا - هل فيه فرق ؟ أم الكل واحد ؟ والمراد بالمحدث اللغوي وهو الذي يحدث غيره ، لا الاصطلاحي وهو الذي يشتغل بالحديث النبوي .
فإن قلت : ما وجه ذكر هذا الباب في كتاب العلم ؟ وما وجه المناسبة بينه وبين الباب الذي قبله ؟ قلت : أما ذكره مطلقا فللتنبيه على أنه بنى كتابه على المسندات المروية عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، وأما ذكره في كتاب العلم فظاهر ; لأنه من جملة ما يحتاج إليه المحدث في معرفة الفرق بين الألفاظ المذكورة لغة واصطلاحا .
وأما وجه المناسبة بين البابين فهو من حيث إن المذكور في الباب السابق رفع العالم صوته بالعلم ليتعلم الحاضرون ذلك ويعلمون غيرهم بالرواية عنه ، فعند الرواية والنقل عنه لا بد من ذكر لفظة من الألفاظ المذكورة ، فحينئذ ظهر الاحتياج إلى معرفتها لغة واصطلاحا ومن حيث الفرق بينها وعدمه ، وفي بعض النسخ " أخبرنا وحدثنا وأنبأنا " .