أي هذا باب في بيان ما جاء في أكل الثوم النيء وأكل البصل والكراث .
الثوم ، بضم الثاء المثلثة . وقوله : " النيء " ، بالجر صفته ، أي : غير النضيج ، هو بكسر النون بعدها ياء آخر الحروف ثم همزة وقد تدغم الياء . قوله : " والبصل " ، أي : وما جاء في البصل . قوله : " والكراث " ، أي : وما جاء في الكراث ، وهو بضم الكاف وتشديد الراء . قوله : " وقول النبي صلى الله عليه وسلم " ، بالجر عطفا على قوله : " ما جاء " ، أي : وما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم : من أكل البصل ، إلى آخره ، وهذا أيضا من جملة الترجمة وليس لفظ الحديث هكذا ، بل هذا من تصرف nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وتجويزه نقل الحديث بالمعنى . ( فإن قلت ) : ليس في أحاديث الباب ذكر الكراث فلم ذكره في الترجمة ؟ ( قلت ) : قال بعضهم كأنه أشار به إلى ما وقع في بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، وهذا أولى من قول بعضهم أنه قاسه على البصل ، انتهى . قلت : روى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه من حديث جابر قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=657882نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث ، فغلبتنا الحاجة فأكلنا منه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من أكل من هذه الشجرة المنتنة ، فلا يقربن مسجدنا . وفي مسند nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي بإسناد على شرط الصحيح : nindex.php?page=hadith&LINKID=844234سئل جابر عن الثوم فقال : ما كان بأرضنا يومئذ ثوم ، إنما الذي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه البصل والكراث . وفي مسند nindex.php?page=showalam&ids=14474السراج : nindex.php?page=hadith&LINKID=679869نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الكراث ، فلم ينتهوا ، ثم لم يجدوا بدا من أكلها ، فوجد ريحها فقال : ألم أنهكم .. الحديث . فالكراث إن لم يذكر صريحا في أحاديث الباب فيمكن أن نقول إنه مذكور دلالة ، فإن حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر الذي يأتي فيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=650808وأن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بقدر فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحا .. الحديث ، يدل أن من جملة الخضرات التي لها ريح هو الكراث ، وهو أيضا من البقول ، فحينئذ تقع المطابقة بينه وبين قوله في الترجمة : " والكراث " ، ووجود التطابق بين التراجم والأحاديث لا يلزم أن يكون صريحا دائما ، يظهر ذلك بالتأمل ، وهذا التوجيه أقرب من قول هذا القائل ، كأنه أشار به إلى ما وقع في بعض طرق حديث جابر رضي الله تعالى عنه ، وقوله هذا أولى من قول بعضهم أنه قاسه على البصل ، أراد به صاحب التوضيح ، فإنه قاله هكذا ، وهذا أبعد من الذي قاله .
( فإن قلت ) : قوله " من الجوع " ، لم يذكر صريحا في أحاديث الباب . ( قلت ) : لم يقع هذا إلا في كلام الصحابي ، وهو في حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر الذي ذكرناه الآن ، وفيه : فغلبتنا الحاجة ، ومن جملة الحاجة الجوع ، وأصرح منه ما وقع في حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد : لم نعد أن فتحت خيبر فوقعنا في هذه البقلة والناس [ ص: 145 ] جياع .. الحديث ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وزعم أنه عند مسلم .
قوله : “ أو غيره " ، أي : أو غير الجوع ، مثل : الأكل بالتشهي والتأدم بالخبز .