أي هذا باب في بيان من برك بتخفيف الراء ، يقال : برك البعير بروكا أي استناخ ، وكل شيء ثبت وأقام فقد برك ، قال الصغاني : وبرك بروكا اجتهد ، والتركيب يدل على ثبات الشيء ثم يتفرع فروع يقارب بعضها بعضا ، وإسناده إلى الإنسان على طريقة المجاز المسمى بغير المقيد وهو أن تكون الكلمة موضوعة لحقيقة من الحقائق مع قيد فيستعملها لتلك الحقيقة لا مع ذلك القيد بمعونة القرينة مثل أن يستعمل المشفر وهو لشفة البعير لمطلق الشفة ، فيقول زيد غليظ المشفر .
وجه المناسبة بين البابين من حيث إن المذكور في الباب الأول غضب العالم على السائل لعدم جريه على موجب الأدب ، وفي هذا الباب يذكر أدب المتعلم عند العالم فتناسبا من هذه الحيثية .