الكلام مثل الكلام فيما قبله في الإعراب وتركه، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي من الإيمان موضع من الإسلام، والتقدير: إطعام الطعام من شعب الإسلام أو الإيمان، وذلك; لأنه لما قال أولا باب أمور الإيمان، وذكر فيه أن الإيمان له شعب، ذكر عقيبه أبوابا كل باب منها يشتمل على شيء من الشعب، وهذا الباب فيه شعبتان:
الأولى: إطعام الطعام، والثانية إقراء السلام مطلقا، وبقيت المناسبة بين البابين، وهي أن الباب الأول فيه أفضلية من سلم المسلمون من لسانه ويده، وقد ذكرنا أن المراد من الأفضلية الخيرية، وأكثرية الثواب، وهذا الباب فيه خيرية من يطعم الطعام، ويقرأ السلام، ولا شك أن المطعم في سلامة من لسانه المطعم ويده; لأنه لم يطعمه إلا عن قصد خير له، وكذلك المسلم عليه في سلامة من لسان المسلم ويده; لأن معنى السلام عليك أنت سالم مني ومن جهتي. فإن قلت: كان ينبغي أن يقول: باب: أي الإسلام خير، كما قال في الباب الأول: أي الإسلام أفضل؟ قلت: لاختلاف المقام; لأن أفضليته هناك راجعة إلى الفاعل، والخيرية هاهنا راجعة إلى الفعل، وهذا وجه، وأحسن من الذي قاله الكرماني، وهو أن الجواب هاهنا، وهو تطعم الطعام صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الإطعام من الإسلام بخلاف ما تقدم إذ ليس صريحا في أن سلامة المسلمين منه من الإسلام، انتهى. قلت: إذا كان من سلم المسلمون من لسانه ويده أفضل ذوي الإسلام فبالضرورة إطعام الطعام يكون بكون السلامة منه من الإسلام على أن الكناية أبلغ من التصريح فافهم. فإن قلت: هل فرق بين أفضل وبين خير. قلت: لا شك أنهما من باب التفضيل، لكن الفضل يعني كثرة الثواب في مقابلة القلة، والخير يعني النفع في مقابلة الشر، والأول من الكمية، والثاني من الكيفية، وتعقبه بعضهم بقوله:
[ ص: 137 ] الفرق لا يتم إلا إذا اختص كل منهما بتلك المقولة، أما إذا كان كل منهما يعقل تأتيه في الأخرى فلا، وكأنه بني على أن لفظ خير اسم لا أفعل تفضيل، انتهى. قلت: الفرق تام بلا شك; لأن الفضل في اللغة الزيادة، ويقابله القلة، والخير إيصال النفع، ويقابله الشر، والأشياء تتبين بضدها، وفي العباب الفضل والفضيلة خلاف النقص والنقيصة، وقال الخير ضد الشر، وقوله: كأنه بنى على أن لفظ خير اسم لا أفعل تفضيل ليس موضع التشكيك; لأن لفظة خير هاهنا أفعل التفضيل قطعا; لأن السؤال ليس عن نفس الخيرية، وإنما السؤال عن وصف زائد، وهو الأخيرية غير أن العرب استعملت أفعل التفضيل من هذا الباب على لفظه، فيقال: زيد خير من عمرو، على معنى أخير منه، ولهذا لا يثنى، ولا يجمع، ولا يؤنث.