أي: هذا باب، ولا يجوز فيه إلا الإعراب بالتنوين أو الوقف على السكون، وليس فيه مجال للإضافة، والتقدير: هذا باب فيه من شعب الإيمان أن يحب الرجل لأخيه ما يحبه لنفسه، وجه المناسبة بين البابين أن الشعبة الواحدة في الباب:
الأول: هي إطعام الطعام، وهو غالبا لا يكون إلا عن محبة المطعم، وهذا الباب فيه شعبة، وهي المحبة لأخيه.
وقال الكرماني: قدم لفظة من الإيمان بخلاف أخواته حيث يقول: حب الرسول من الإيمان، ونحو ذلك من الأبواب الآتية التي مثله إما للاهتمام بذكره، وإما للحصر، فكأنه قال: المحبة المذكورة ليست إلا من الإيمان تعظيما لهذه المحبة، وتحريضا عليها، وقال بعضهم: هو توجيه حسن إلا أنه يرد عليه أن الذي بعده أليق بالاهتمام والحصر معا، وهو قوله: " باب حب الرسول من الإيمان، فالظاهر أنه أراد التنويع في العبارة، ويمكن أنه اهتم بذكر حب الرسول فقدمه. قلت: الذي ذكره لا يرد على الكرماني، وإنما يرد على nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حيث لم يقل: باب من الإيمان حب الرسول، ولكن يمكن أن يجاب عنه بأنه إنما قدم لفظة: " حب الرسول " إما اهتماما بذكره أولا، وإما استلذاذا باسمه مقدما، ولأن محبته هي عين الإيمان، ولولا هو ما عرف الإيمان.