أي: هذا باب في ذكر قول الله عز وجل: وإذ قال إبراهيم إلى آخره، إنما لم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في هذه الترجمة حديثا فقال [ ص: 231 ] بعضهم: كأنه أشار إلى حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قصة إسكان إبراهيم عليه الصلاة والسلام هاجر وابنها في مكان مكة.
وقال الكرماني رحمه الله تعالى: لعل غرضه منه الإشعار بأنه لم يجد حديثا بشرطه مناسبا لها، أو ترجم الأبواب أولا ثم ألحق بكل باب كل ما اتفق ولم يساعده الزمان بإلحاق حديث بهذا الباب، وهكذا حكم كل ترجمة هي مثلها.
قلت: الوجه الأول من الوجهين اللذين ذكرهما الكرماني بعيد، وأبعد منه ما ذكره بعضهم؛ لأن الإشارة لا تكون إلا للحاضر، فالذي يطلع على هذه الترجمة كيف يقول: هذه إشارة إلى حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه وهو لم يطلع عليه ولا عرفه، ولا أقرب في هذا من الوجه الثاني الذي قاله الكرماني. فافهم.
قوله: وإذ قال إبراهيم أي اذكر إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد أي مكة آمنا من القتل والغارة، ويقال: من الجذام والبرص واجنبني وبني أي احفظني وبني أن نعبد الأصنام وذلك أن إبراهيم عليه السلام لما فرغ من بناء البيت سأل ربه أن يجعل البلد آمنا، وخاف على بنيه؛ لأنه رأى قوما يعبدون الأصنام والأوثان فسأل أن يجتنبهم عن عبادتها.
قوله: أن نعبد أي بأن نعبد أي عبادة الأوثان؛ لأن أن مصدرية.
قوله: رب يعني يا رب إنهن أي الأصنام أضللن كثيرا من الناس لأنهن كانت سببا لضلالهم، فنسب الضلال إليهن، وإن لم يكن منهن عمل في الحقيقة.
وقيل: كان الإضلال منهن؛ لأن الشيطان كان يدخل في جوف الأصنام ويتكلم.