وجه دخول هذا الحديث في الكفالة والحوالة ما قيل : إن الكفيل والغريم الذي وقعت الحوالة عليه ينتقل الحق عليه كما ينتقل هاهنا حق الوارث عنه إلى الحلف ، فشبه انتقال الحق على المكلف بانتقاله عنه أو باعتبار أن أحد المتعاقدين كفيل عن الآخر ; لأنه كان من جملة المعاقدة ; لأنهم كانوا يذكرون فيها : تطلب بي وأطلب بك ، وتعقل عني وأعقل عنك ، وأما وجه المطابقة بين الترجمة والحديث فظاهر .
( ذكر رجاله ) وهم ستة ، الأول : الصلت - بفتح الصاد المهملة وسكون اللام ، وفي آخره تاء مثناة من فوق - ابن عبد الرحمن ، أبو همام الخاركي ، مر في باب إذا لم يتم السجود ، الثاني : nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة ، حماد بن أسامة ، وقد تكرر ذكره ، الثالث : إدريس بن يزيد ، من الزيادة ، الأودي ، بفتح الهمزة وسكون الواو وبالدال المهملة ، الرابع : nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف - بلفظ اسم الفاعل من التصريف بمعنى التغيير - ابن عمرو اليامي ، من بني يام ، مر في كتاب البيوع في باب ما يتنزه من الشبهات ، الخامس : nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، السادس : nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - .
( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه العنعنة في أربعة مواضع ، وفيه أن شيخه بصري والبقية كوفيون ، وفيه رواية التابعي عن التابعي عن الصحابي ، وطلحة بن مصرف روى عن nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى .
( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في التفسير عن nindex.php?page=showalam&ids=14653الصلت بن محمد أيضا ، وفي الفرائض عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي جميعا في الفرائض عن هارون بن عبد الله .
( ذكر معناه ) قوله : " قال ورثة " أي فسر nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الموالي بالورثة ، وكذا فسرها جماعة من التابعين ، كما ذكرناه عن قريب ، قوله : " قال " أي nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كان المهاجرون إلى آخره ، قوله : " دون ذوي رحمه " أي ذوي أقربائه ، قوله : " للأخوة " أي لأجل الأخوة التي آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمد الهمزة ، يقال : آخاه يؤاخيه مؤاخاة وإخاء بالكسر إذا جعل بينهما أخوة ، والأخوة مصدر ، يقال : آخوت تآخوا أخوة .
قوله : " بينهم " أي بين المهاجرين والأنصار ، قوله : " فلما نزلت " أي الآية التي هي قوله تعالى : ولكل جعلنا موالي نسخت آية الموالي آية المعاقدة ، قوله : " إلا النصر " مستثنى من الأحكام المقدرة في الآية المنسوخة ، أي تلك الآية حكم نصيب الإرث لا النصر والرفادة - بكسر الراء - أي المعاونة والرفادة أيضا شيء كان تترافد به قريش في الجاهلية ، يخرج مالا يشترى به للحاج طعام [ ص: 119 ] وزبيب للنبيذ ، ويجوز أن يكون هذا استثناء منقطعا ، أي لكن النصر ونحوه باق ثابت ، قوله : " وقد ذهب الميراث " أي من المتعاقدين ، قوله : " ويوصي له " على صيغة المعلوم والمجهول ، والضمير في له يرجع إلى الذي كان يرث الميت بالأخوة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب : نزلت هذه الآية ولكل جعلنا موالي في الذين كانوا يتبنون رجالا غير أبنائهم ويورثونهم ، فأنزل الله تعالى فيهم أن يجعل لهم نصيب في الوصية ، ورد الميراث إلى الموالي من ذوي الرحم والعصبة ، وأبى أن يجعل للمدعين ميراث من ادعاهم وتبناهم ، ولكن جعل لهم نصيبا في الوصية .