29 [ ص: 659 ] 21 - باب : كفران العشير وكفر (دون) كفر
فيه: عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. [304]
29 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=650028قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن". قيل أيكفرن بالله؟ قال: "يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط". [431، 748، 1052، 3202، 5197 - مسلم: 907 - فتح: 1 \ 83].
حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد هذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الحيض مسندا كما ستعلمه، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أخرجه في كتاب العلم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب، نا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس.
[ ص: 660 ] وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في العيدين، عن أبي بكر، وابن أبي عمر، عن سفيان، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، وعن ابن أبي رافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في: بدء الخلق، والنكاح والكسوف مطولا كما ستعلمه، إن شاء الله.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر أيضا، وأخرجاه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أيضا.
ثانيها: في التعريف برواته:
وقد سلف التعريف بهم خلا عطاء، nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم. أما عطاء (ع) فهو أبو محمد عطاء بن يسار المدني الهلالي، مولى ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، أخو سليمان وعبد الملك وعبد الله. سمع خلقا من كبار الصحابة، وعنه جمع من التابعين، وهو ثقة كثير الحديث، مات سنة ثلاث أو أربع ومائة، وقيل: سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة سبع وتسعين.
[ ص: 661 ] فائدة:
قول مسلم في "صحيحه" في كتاب التيمم عن عمير مولى ابن عباس أنه سمعه يقول: أقبلت أنا وعبد الرحمن بن يسار مولى ميمونة، وذكر الحديث كذا وقع فيه عبد الرحمن بن يسار، وهو خطأ وصوابه: عبد الله بن يسار، هكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وغيرهم، فتنبه لذلك.
[ ص: 662 ] وأما nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد (ع) بن أسلم: فهو أبو أسامة القرشي العدوي المدني التابعي الجليل، مولى عمر بن الخطاب، روى عن جماعات من الصحابة والتابعين، وعنه جمع من التابعين منهم nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري وغيرهم منهم مالك، وجلالته مجمع عليها.
قال ابن سعد: كانت له حلقة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان ثقة كثير الحديث، ومناقبه جمة، مات بالمدينة سنة ثلاث أو أربع أو ست وثلاثين ومائة، وقيل: نحو ثلاث وأربعين.
أردف nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذا الباب بالذي قبله; لينبه على أن المعاصي تنقص الإيمان، ولا تخرج إلى الكفر الموجب للخلود في النار; لأنهم ظنوا أنه الكفر بالله. فأجابهم - صلى الله عليه وسلم - أنه أراد كفرهن حق أزواجهن، وذلك لا محالة نقص من إيمانهن; لأنه يزيد بشكرهن العشير وبأفعال البر.
أصل الكفر: الستر والتغطية، يقال لليل كافر; لستره بالظلمة، وللابس الدرع وفوقها ثوب كافر للتغطية، وفلان كفر النعمة، أي: سترها فلم يشكرها، ويطلق على الكفر بالله تعالى، ويطلق على الحقوق والمال. ثم الكفر بالله أنواع، حكاها الأزهري: إنكار، وجحود، وعناد، ونفاق، وهذه الأربعة من لقي الله بواحد منها لم يغفر له.
فالأول: أن يكفر بقلبه ولسانه، ولا يعرف ما يذكر له من التوحيد، كما قال تعالى: إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم [البقرة: 6] الآية أي: كفروا بالتوحيد، وأنكروا معرفته.
والثاني: أن يعرف بقلبه ولا يقر بلسانه، وهذا ككفر إبليس، وبلعم، وأمية بن أبي الصلت.
والثالث: أن يعرف بقلبه ويقر بلسانه ويأبى أن يقبل الإيمان بالتوحيد، ككفر أبي طالب.
والرابع: أن يقر بلسانه، ويكفر بقلبه، ككفر المنافقين.
[ ص: 664 ] قال الأزهري: ويكون الكفر بمعنى البراءة. كقوله تعالى حكاية عن الشيطان: إني كفرت بما أشركتمون من قبل [إبراهيم: 22] أي: تبرأت.
قال: وأما الكفر الذي هو دون ما ذكرنا فالرجل يقر بالوحدانية والنبوة بلسانه، ويعتقد ذلك بقلبه، لكنه يرتكب الكبائر من القتل، والسعي في الأرض بالفساد، ومنازعة الأمر أهله، وشق عصا المسلمين ونحو ذلك.
هذا كلامه، وقد أطلق الشرع الكفر على ما سوى الأنواع الأربعة، وهو كفران الحقوق والنعم، كهذا الحديث وغيره مما قدمته، وهذا مراد البخاري بقوله، وكفر دون كفر. وفي بعض الأصول: وكفر بعد كفر، وهي بمعنى الأول.
وقوله: ("يكفرن") التقدير: هن يكفرن، (فقيل: لما يا رسول الله؟ قال: "يكفرن") كما جاء في صلاة الكسوف.
خامسها:
("العشير"): المعاشر. قالوا: والمراد هنا: الزوج يسمى بذلك الذكر والأنثى; لأن كل واحد منهما يعاشر صاحبه، ولا يمتنع كما قال النووي حمله على عمومه، والعشير أيضا: الخليط والصاحب.
سادسها:
("قط") لتأكيد نفي الماضي، وفيها لغات: فتح القاف وضمها مع تشديد الطاء المضمومة فيهما، وبضمها مع التخفيف، وكسرها مع التخفيف، وبفتحها مع تشديد الطاء المكسورة، وبالفتح مع الإسكان ومع الضم، ومع الكسر بالتخفيف، وقد سلف بعضها.
[ ص: 665 ] قال الجوهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي: كان أصلها قطط، فسكن الأول وحرك الآخر; بإعرابه هذا إذا كانت معناها: الزمان، أما إذا كانت بمعنى: "حسب" وهو الاكتفاء، فهي مفتوحة ساكنة الطاء. تقول: رأيته مرة واحدة فقط، قال القاضي: وقد تكون هذه للتقليل أيضا.
سابعها: في فوائده:
الأولى: ما ترجم له، وهو أن الكفر قد يطلق على غير الكفر بالله تعالى ويؤخذ منه صحة تأويل الكفر في الأحاديث السالفة ونحوها على كفر النعمة والحقوق.