" الجعرانة " : موضع خارج مكة ، وهو ميقات من مواقيت العمرة ، يقال : بكسر العين وتشديد الراء ، وبسكون العين وتخفيف الراء .
و" منصرفه " - بفتح الراء - : وقت انصرافه .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لقد خبت وخسرت ) ; رويته بضم التاء وفتحها . فأما الضم : [ ص: 109 ] فمعناه واضح . وأما الفتح : فعلى معنى : إني إن جرت ، فيلزم أن تجور أنت من جهة أنك مأمور باتباعي ، فتخسر باتباع الجائر ، هذا معنى ما قاله الأئمة .
قلت : ويظهر لي وجه آخر ، وهو: أنه كأنه قال له : لو كنت جائرا لكنت أنت أحق الناس بأن يجار عليك ، وتلحقك بادرة الجور الذي صدر عنك ، فتعاقب عقوبة معجلة في نفسك ومالك ، وتخسر كل ذلك بسببها ، لكن العدل هو الذي منع من ذلك . وتلخيصه : لولا امتثال أمر الله تعالى في الرفق بك ; لأدركك الهلاك والخسار .
و" يمرقون " : يخرجون ، كما قد فسره في الحديث الآخر ، وبهذا اللفظ سموا : المارقة والخوارج ; لأنهم مرقوا من الدين ، وخرجوا على خيار المسلمين . والخوارج : جمع خارجة ; يعني به : الطائفة والجماعة .
و" الرمية " : المرمية ، فعيلة ; بمعنى مفعولة .
والحناجر " : الحلوق ، جمع حنجرة ، وهي الحلاقيم أيضا .
و" الضئضئ " - بضادين معجمتين - ، وهو : الأصل ، وله أسماء كثيرة : النجار ، والنحاز ، والسنخ ، والعنصر ، والعيص ، وغير ذلك مما ذكره اللغويون .
ومعنى : ( لا يجاوز حناجرهم ) : لا يفهمونه ، ولا يعملون بمعناه .