قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : أجمع المسلمون على أن موضع قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل بقاع الأرض كلها ، وقد حمل كثير من العلماء هذا الحديث على ظاهره، فقال : ينقل ذلك الموضع بعينه إلى الجنة . وقال بعضهم : يحتمل أن يريد به أن العمل الصالح في ذلك الموضع يؤدي بصاحبه إلى الجنة .
وقوله " ( ومنبري على حوضي " حمله أكثرهم على ظاهره فقال : يكون منبره ذلك بعينه على حوضه ، وقيل : إن له على حوضه منبرا آخر غير ذلك أعظم وأشرف منه . وقيل : معناه إن ملازمة منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - لسماع الذكر والوعظ والتعلم يفضي بصاحبه إلى الورود على الحوض . وللباطنية في هذا الحديث من الغلو والتحريف ما لا ينبغي أن يلتفت إليه ، والأولى: التمسك بالظاهر ، فقد جاء في الصحيح أن هنالك - أعني في أرض المحشر - أقواما على منابر تشريفا لهم وتعظيما ، كما قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=660414إن المقسطين على منابر من نور يوم [ ص: 504 ] القيامة " ، وإذا كان ذلك في أئمة العدل فأحرى الأنبياء ، وإذا كان ذلك للأنبياء فأحرى وأولى بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم ، فيكون منبره بعينه ، ويزاد فيه ويعظم ويرفع وينور على قدر منزلته صلى الله عليه وسلم حتى لا يكون لأحد في ذلك اليوم منبر أرفع منه ; إذ ليس في القيامة أفضل منه صلى الله عليه وسلم .